مراقبة بسيطة للمشهد الذي أعقب خسارة المنتخب الفلسطيني في أول مشاركة له في بطولة أمم آسيا، تقودك إلى التأكد من أن المنتخب العربي لم يأت إلى أستراليا بحثاً عن عوائد كروية مباشرة فقط، فالمنتخب الذي سقط برباعية نظيفة من أمام حامل اللقب المنتخب الياباني بدا أعضاء جهازه الفني راضين بل وسعيدين بالحدث الرياضي. الرباعية القاسية التي مني بها المنتخب الفلسطيني في مباراته الأولى في النهائيات على يد العملاق الياباني أمس (الإثنين) جاءت ثلاثة منها في الشوط الأول من المباراة، إذ افتتح التجسيل ياسوهيتو إيندو قبل أن يضاعف النتيجة شينجي أوكازاكي وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول منح كيسوكي هوندا فريقه الهدف الثالث من نقطة الجزاء، قبل أن يختتم مايا يوشيدا مع بداية الشوط الثاني الأهداف الأربعة لكن الهدريمة لم تحبط من عزيمة مدربه أحمد الحسن الذي أعرب عن فخره بأداء لاعبيه، خصوصاً أن فلسطين تخوض مشاركتها الأولى في البطولة القارية بعد أن توجت بكأس التحدي العام الماضي، لكن بدايتها كانت صعبة في أستراليا 2015 لاسيما أنها تواجه حامل اللقب الباحث عن تتويج خامس في البطولة. «لا يمكن وضف الفخر الذي شعرت به، فالشيء الأهم بالنسبة لنا هو أننا رفعنا علم فلسطين وعزفنا النشيد الوطني في أستراليا»، هذا ما قاله الحسن بعد المباراة، مضيفاً: «أردنا تقديم مستوى جيد لكي نظهر للجميع أننا وعلى رغم الصعوبات التي نعاني منها، قادرون على لعب كرة القدم وسنظهر ذلك في المباراتين المقبلتين أمام الأردن والعراق». ولم يرحم المنتخب الياباني نظيره الفلسطيني الذي تحمل مشاركته في نهائيات البطولة القارية نكهة خاصة، خصوصاً في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون. ولم يشفع لقب أفضل منتخب في آسيا لعام 2014 الذي حصلت عليه فلسطين بفضل تتويجها بكأس التحدي في المالديف على حساب الفيليبين (1- صفر)، كثيراً «الفدائي» في ظل الفوارق الهائلة بينه وبين منافسه. وتطرق الحسن إلى الفارق بين خوض كأس التحدي وكأس آسيا قائلاً: «الفارق كبير جداً بين البطولتين من ناحية القدرات الفردية والجماعية. ففي كأس التحدي كانت المنتخبات التي واجهناها مصنفة بعد ال150 عالمياً، بينما هنا منتخبات مصنفة حول المرتبة 50»، وتابع: «اليابان تملك لاعبين محترفين في أفضل الأندية الأوروبية، واستفدنا كثيراً من اللعب أمامهم في هذه المباراة». ومن المؤكد أن المباراة لم تكن متوازنة خصوصاً أن اليابان تملك لاعبين من الطراز العالمي مثل كيسوكي هوندا (ميلان الإيطالي) وشينجي كاغاوا (بوروسيا دورتموند) ويوتو ناغاموتو (إنتر ميلان الإيطالي) أو تاكاشي إينوي وماكوتو هاسيبي (إينتراخت فرانكفورت الألماني) وشينجي كاوازاكي الذي أنهى النصف الأول من الدوري الألماني مع فريقه ماينتس وفي رصيده 8 أهداف. «توجب علي العمل على الجانب الذهني لدى اللاعبين وليس الجانب الفني»، هذا ما أضافه الحسن الذي تابع: «أخبرتهم بين الشوطين أن يبدأا مباراة جديدة وكأن النتيجة لا تزال على حالها بداية المباراة، وأن يحاولوا تقديم ما بوسعهم خلال الشوط الثاني، تعلمنا الكثير من الدروس من هذه المباراة، واكتشفنا بعض الأخطاء التي يجب أن نعمل على معالجتها في الأيام المقبلة لكي نبدأ بداية جديدة أمام الأردن». وفي الجهة اليابانية، انتقد هوندا الذي سجل الهدف الثالث لبلاده من ركلة جزاء الحكم القطري عبدالرحمن عبدو بسبب الأخطاء الكثيرة المحتسبة على لاعبي «الساموراي»، وقال: «شعرنا وكأننا في مباراة كرة سلة»، هذا ما قاله صانع العاب ميلان الإيطالي، مضيفاً: «لا أريد التذمر لكن يجب القيام بشيء ما بشأن مستوى التحكيم هنا»، وواصل: «لا جدوى من قول أي شيء خلال المباراة لأن ذلك يضيع طاقات اللاعبين، لكننا كلما لمسنا لاعباً منهم كان يحتسب خطأ، كما في كرة السلة». واعتبر هوندا أنه كان على الحكم حماية اللاعبين اليابانيين من التدخلات القاسية للاعبي المنتخب الفلسطيني الذي أكمل ربع الساعة الأخير بعشرة لاعبين بعد طرد أحمد محاجنة لحصوله على إنذار ثان، علماً بأن الحكم القطري رفع ست بطاقات صفراوية بوجه رجال الحسن، بينها اثنان لمحاجنة. وهوندا ليس الشخص الوحيد الذي ينتقد الحكام في هذه البطولة، إذ سبقه لذلك مدرب عمان الفرنسي بول لوغوين الذي خسر فريقه أمام كوريا الجنوبية بهدف من دون رد وحرم من ركلة جزاء بحسب رأيه، ومدرب إيران كارلوس كيروش على رغم فوز «تيم ميلي» على البحرين بهدفين نظيفين. من جهته، حذر المكسيكي خافيير أغويري مدرب اليابان لاعبيه من فقدان التركيز: «الناس تعتقد أن اليابان كانت متفوقة على فلسطين، ولكن مباراة اليوم لم تكن سهلة، تعادل منتخب فلسطين مع الصين في حين لم تتمكن أوزبكستان سوى من تسجيل هدف واحد في مرماهم، إذ إن فريقهم يقاتل وليس من السهل التسجيل في مرماه، وسجلنا أربعة أهداف اليوم، ولهذا أنا سعيد جداً بذلك». وواصل: «أنا سعيد وراض بأداء دفاعنا، ولكنني لاحظت بعض النقاط التي يجب تحسينها في الجانب الهجومي، وسنحصل على يومين أو ثلاثة للراحة وأتوقع أن تتحسن هذه الجوانب خلال التدريبات».