استمعت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في شأن اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري ورفاقه عام 2005، إلى الشاهد الصحافي فيصل سلمان (قناة «المستقبل») عن مواقف الحريري ورأيه بالتطورات السياسية، وصولاً إلى لقائه به قبل دقائق من اغتياله. وروى الشاهد عبر نظام المؤتمرات المتلفزة، وقائع لقائه والزميل محمد شقير الحريري في مقهىplace de l'etoile بالقرب من البرلمان وأوضح أنه «في 14 شباط اتّصل أبو طارق المسؤول الأمني عند الحريري بزميلي محمد شقير من جريدة «الحياة»، وكنّا مقرَّبين من الحريري، وقال تعالوا لنشرب القهوة وكان البرلمان يناقش مشروع قانون الانتخابات وفي جميع الحالات كنا في البرلمان لنستمع إلى النقاشات. وكنت حينها أكتب تعليقاً سياسياً يومياً في السفير، وعندما وصل الحريري كنت أجلس أنا ومحمد إلى طاولة في ركن من المقهى وكان يجلس إلى ركن آخر الزميل وليد شقير الذي يعمل في «الحياة» أيضاً وكان معه نجيب فريجي مسؤول الإعلام في الأممالمتحدة يومها، ودخل الحريري وعندما رآنا أشار إليّ ومحمد وقال هناك يجلس اتّفاق الطائف، وهنا (يقصد وليد وفريجي) يجلس القرار 1559... أنا سأختار مكاناً وسطاً بين القرارين وعندما جلس إلى طاولة في وسط المقهى قال: أخاف أن أكون ضمن القرار 1565(المقصود 1566)، ولاحقاً قرأنا هذا القرار وعرفنا أنه مرتبط بالإرهاب والأشخاص أو الدول». واعتبر أن تلك الملاحظة لم تكن عفويّة. ولفت إلى أن «الحريري قال أمامنا أنه سيخوض المعركة الانتخابية في جميع المناطق، لكن من دون أن يفرض عليه أحد الشراكة في اللوائح وما معناه أنه أياً كان قانون انتخاب فهو سيخوض الانتخابات مع حلفائه وسينتصر». وروى كيف تطورت علاقته المهنية والشخصية بالحريري. وتطرق إلى اتفاق الطائف، مشيراً إلى أن «في أواسط التسعينات حتى عام 2000، وبحدود معلوماتي، كان الحريري يتجنب الحديث عن الوجود السوري أمام الصحافيين في بيته. وعندما كان يسأل عن هذا الأمر، كان يقول أن اتفاق الطائف واضح والوجود السوري في لبنان ضروري وشرعي وموقّت. وفي هذه الجملة ما يدلّ على ما كان يفكّر به». وأضاف: «بعد عام 2000، بقي على موقفه حتى عام 2004 مع تعديل بسيط ارتبط بالتطورات الدولية والإقليمية والمحلية، إذ كان يقول أنّ لا ضرورة حتمية لوجود الجيش السوري في لبنان، انما يحمي سورية وطنيو لبنان». وقال إن «الحريري كان يعتبر نفسه مستهدَفاً من وراء التَّقسيمات النيابية». وتحدث عن «انتقاد شخصيات سياسية مسيحية اتفاق الطائف واعتبارها أنه فرض على اللبنانيين بالقوة وهذا الأمر دفع الحريري إلى القول إنه لا يوافق على هذا الموقف السياسي وإن في الطائف بنوداً كثيرة لمصلحة لبنان». وزاد: «أما القرار 1559 فكان يعتبر أنه يشكل عبئاً كبيراً على لبنان، خصوصاً لجهة علاقته بسورية ويخاف من ردود فعل إقليمية ودولية في لبنان نتيجته». ولفت إلى أن «الحريري لم يكن يريد قطيعة مع النظام السوري وكان يقول إن لبنان لا يحكم من سورية لكنه لا يحكم ضد سورية».