أفاد مندوب «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية في شبعا في منطقة جبل الشيخ على الحدود بين لبنان والجولان السوري، أن الراعي السوري عمار كمال (35 سنة) توفي في منطقة الرشاحة جراء العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان وسورية ودولاً أخرى في الشرق الأوسط حالياً. كما توفي طفل سوري (8 سنوات) كان بطريقه مع والده وشقيقه عبر الطريق الجردية إلى شبعا، في حين توفي سوري آخر من مجموعة مؤلفة من أربعة أشخاص - بينهم طفل - كانت في طريقها ليلاً من سورية إلى شبعا عبر الطريق الجبلية الوعرة. وبذلك ترتفع حصيلة العاصفة الثلجية إلى ثلاثة ضحايا سوريين. وفي الإطار ذاته، أفيد أن مياه الأمطار والسيول دخلت خيم النازحين السوريين في بلدتي الشيخ عباس والسماقية (عكار، شمال لبنان). وأتت المياه على محتويات الخيم، وعانى النازحون طوال الليل من البرد القارس. أما النازحون السوريون في المجمعات في منطقة صيدا (الجنوب) فقد قضوا ليلة صعبة في ظل عدم توافر وسائل التدفئة ودخلت مياه الأمطار عدداً من الغرف في مجمعي الأوزاعي والعلايلي. وذكرت «فرانس برس» في تقرير من البقاع اللبناني أن الثلوج غطت نحو أربعين خيمة في مجدليون قرب مدينة بعلبك في مخيم يقع ضمن منطقة تسببت العاصفة بقطع المواصلات عنها. وقال أحد اللاجئين السوريين ل «فرانس برس»: «هناك نقص في المواد الغذائية وفي وسائل التدفئة. نطالب المنظمات غير الحكومية بالتدخل»، مضيفاً: «نخشى أن تنهار الخيم تحت الثلوج». وحاول لاجئون في حوش الأمراء قرب مدينة زحلة حيث تدنت درجات الحرارة إلى ثلاث درجات مئوية إزالة الثلوج عن خيمهم خوفاً من انهيارها. وقال محمد الحسين الذي يعيش مع زوجته وأولاده الخمسة في إحدى خيم المخيم وعددها 80 خيمة: «بالكاد نستطيع المشي في الثلج»، مضيفاً وقد عاد إلى المخيم بعدما نجح في الحصول على مازوت: «أعيش هنا منذ عامين لكن هذا الشتاء هو الأقوى». وتضرب لبنان والشرق الأوسط حالياً عاصفة قوية دفعت السلطات في العديد من دول المنطقة إلى اتخاذ إجراءات وقائية بينها تعطيل مؤسسات حكومية والطلب من المواطنين البقاء في منازلهم أو تجنب الطرقات الجبلية كما هو الحال في لبنان حيث سميت العاصفة باسم «زينة». وتسببت هذه العاصفة بقطع العديد من الطرقات الجبلية في لبنان، ما صعب عملية الوصول إلى مخيمات اللاجئين السوريين في عدة مناطق. ويستقبل لبنان أكثر من 1,1 مليون سوري هربوا من النزاع الدامي الذي تشهده سورية المجاورة منذ منتصف آذار (مارس) 2011 وقتل فيه أكثر من 200 ألف شخص بحسب أرقام «المرصد السوري لحقوق الإنسان».