يحرص أبو عبدالله (64 سنة) على أن تكون آلة المزمار حاضرة في حفلة الزفاف التي يُقيمها لنجله نهاية الشهر الجاري، على رغم أن مطرباً ومنشداً سيحضران الى هذه الحفلة التي ستقام في صالة الحي.وذكر أبو عبدالله أن المزمار جزء من التقاليد وهو ضروري لإقامة حلقات رقص مفتوحة من تلك التي تنتظم على إيقاعات المزمار والطبل. وتعقد عادة في الشارع أو ساحة مجاورة لدار أسرة العريس. ويتناوب في أدائها الضيوف والمارة. ورغم شيوع استخدام الآلات الموسيقية الحديثة إلا أن الكثير من اليمنيين ما زالوا يطربون لأنغام الآلات التقليدية مثل «المزمار» والطبل لأداء بعض الرقصات الشعبية مثل «البرع» و«الهبيش» و«العدة»، والتي تنتشر في صنعاء والمناطق الجبلية. وكان عازف المزمار موضوعاً لبعض الأعمال التشكيلية. وأشهرها لوحة للفنان هاشم علي تجسد العازف وقد تماهى مع آلته. ويتطلب العزف على هذه الآلة مهارات خاصة كالقدرة على الاستمرار في دفع الهواء بشكل متواصل حتى لا ينقطع صوت النغمة. ويستمر العزف لنصف ساعة متواصلة من دون استراحة، الأمر الذي قد لا يقدر عليه العازف المبتدئ. وثمة من يستخدم العزف على المزمار للتسوّل. وبات مألوفاً رؤية عازف المزمار الجوال في الأسواق وأمام المحال التجارية. لتقديم ألحان يمينة وعربية. ولا يقتصر شغف بعض اليمنيين بنغمات المزمار على الاحتفاظ بتسجيلات لها بل ثمة من يجعلها نغمة لهاتفه الخلوي. وتشكل آله المزمار جزءاً من العروض الموسيقية التي تقدم في الخارج للتعريف بالفولكلور اليمني. لكن هذه الآلة التقليدية استطاعت أيضاً أن تدخل في خضمّ الفن المعاصر حيث استخدمت في أعمال موسيقية يمنية تندرج تحت نوع ال «راب» وال «هيب هوب»، باللغة الإنكليزية.