أكّد خالد خوجة، الرئيس الجديد ل «الائتلاف الوطني السوري» الذي يحمل الجنسيتين السورية والتركية، أن لا حوار مع الرئيس بشار الأسد سوى على «انتقال سياسي» لنظامه، في مؤشر إلى الخط الذي سيعتمده «الائتلاف» مع اقتراب موعد حوار «موسكو 1» الذي تأمل وزارة الخارجية الروسية بأن تجمع فيه ممثلين عن النظام والمعارضة. وجاء موقف خوجة الذي يُعتبر محسوباً على «التيار التركي» في المعارضة السورية، في وقت نجح مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية في استعادة «المربع الأمني الحكومي» في مدينة عين العرب (كوباني)، في تأكيد جديد لانتكاس المحاولات المستميتة التي بذلها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) للسيطرة على هذه المدينة الكردية في ريف حلب على الحدود السورية - التركية. وعقد خوجة مؤتمراً صحافياً في إسطنبول أمس بعد يوم من انتخابه خلفاً لهادي البحرة، وقال إنّه سيبذل أقصى الجهود ل «حلّ معاناة الشعب السوري، انطلاقاً من التمسّك بالمنطلقات التي قامت الثورة عليها»، مؤكداً «أنّنا سنكثّف اهتمامنا في هذه المرحلة بالتوجه إلى أهالي المدن السورية، لأنّ شرعيتنا تنبثق منهم في شكل أساسي». وعن جهود حل الأزمة السورية، قال خوجة: «سنعمل على تنشيط الحراك الديبلوماسي، والتنسيق مع القوى الثورية الفاعلة لتبني رؤية مشتركة تمهيداً للبدء بمرحلة جديدة، من دون أن يكون للأسد ودائرته الأمنيّة من قاتلي الشعب السوري أيّ دورٍ مستقبليّ فيها». كما طالب السوريين ب «الالتفاف حول قيادة الائتلاف»، واعداً «الحراك الشعبي» ب «التواصل في شكل أكبر مع المجالس المدنية والعسكرية لمواجهة نظام الأسد»، واصفاً تلك المجالس ب «النواة الأساسية للثورة السورية». ونفى خوجة في تصريحاته التي وزعها «الائتلاف» وجود مبادرات روسيّة أو مصرية، قائلاً: «نحن نتحاور مع الأطراف السورية المعارضة كافة، أما الحوار بيننا وبين نظام الأسد، فلا يكون إلا على الانتقال السياسي للسلطة، وخارج هذا الإطار لا يمكن الجلوس معه». وقال هادي البحرة في المؤتمر الصحافي: «نعود إلى الصفوف الخلفية للدعم والمساندة، وأدعو الله أن يوفق الهيئة الرئاسية الجديدة في خدمة شعبنا السوري». وكانت نتائج انتخابات الهيئة القيادية ل «الائتلاف الوطني السوري» أسفرت عن زيادة في حصة الإسلاميين و «الإخوان المسلمين» المحسوبين على تركيا، ما يتوقع أن ينعكس تشدداً في تعاطي «الائتلاف» مع جهود عقد اجتماع تنسيقي مع معارضة الداخل في القاهرة في 21 الشهر الجاري واللقاء التشاوري في موسكو بين 26 و29 الجاري، إضافة إلى خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا ل «تجميد» القتال في حلب شمالاً. وقال ل «الحياة» قيادي معارض حضر اجتماعات الهيئة العامة ل «الائتلاف» إن مناقشات عاجلة جرت لدعوة روسيا إلى الحوار وخطة دي ميستورا «من باب الاقتناع بأن الأمرين مترابطان ويرميان إلى تهميش دور الائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري وإلى تفتيت المعارضة السورية، بالتالي ضرورة عدم التعاطي معهما»، مشيراً إلى أن «أي قرار لم يتخذ بعد في هذا الشأن باعتبار أن التركيز كان جارياً على الانتخابات». ولاحظ «تراجعاً في اهتمام الدول الغربية الكبرى في الانتخابات». وذهبت رئاسة «الائتلاف» إلى خوجة، الذي يحمل الجنسية التركية وكان ممثلاً ل «الائتلاف» في تركيا، إضافة إلى كونه قد اعتقل في السجون السورية ووالده كان أحد قيادات «الإخوان» في سورية حيث أمضى سنوات طويلة في سجون النظام. وفي مؤشر آخر إلى تعزيز «التيار التركي» في المعارضة السورية، فاز التركمانيان المقربان من أنقرة حسين العبدالله ورياض حسين في انتخابات الهيئة السياسية ل «الائتلاف». وعلمت «الحياة» ان دولاً اقليمية جمدت كل المساعدات المالية عن «الائتلاف» والحكومة الموقتة للضغط على نتائج الانتخابات للهيئة الرئاسية والهيئة السياسية التي أسفرت عن تعزيز في موقع الإسلاميين و «الإخوان» وتراجع دور «اتحاد الديموقراطيين» الذين كانوا هيمنوا على مؤسسات «الائتلاف» في منتصف 2013. وقال قيادي معارض: «عززت نتائج الانتخابات من قدرة تركيا على التنسيق مع الائتلاف وتعزيز مطالبها في علاقاتها مع أميركا في ما يتعلق بالمطالبة بمنطقة حظر جوي ومناطق آمنة شمال سورية ضمن مطالبها للمشاركة الفاعلة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)». وعلم أن اجتماعاً للنواة الصلبة في التحالف الدولي - العربي ضد «داعش» سيعقد على المستوى الوزاري في لندن في 22 الشهر الجاري. في غضون ذلك نقلت «رويترز» عن مسؤول رفيع بوزارة الخارجية التركية قوله إن تركيا والولايات المتحدة تسعيان لوضع اللمسات النهائية لاتفاق لتجهيز وتدريب المعارضين السوريين المعتدلين هذا الشهر في إطار حملة تقودها واشنطن لمحاربة «داعش». وقال المسؤول التركي إن من المتوقع أن يبدأ التدريب في آذار (مارس) بالتزامن مع برامج مماثلة في الأردن والسعودية. والهدف هو تدريب 15000 معارض سوري على مدى ثلاث سنوات. ومن المزمع إجراء التدريب في قاعدة بمدينة كرشهير بوسط تركيا.