كرّست القوات الكردية أمس تقدمها في مدينة عين العرب (كوباني) بعدما أكملت سيطرتها على «المربع الحكومي الأمني» في هذه المدينة الواقعة على الحدود السورية - التركية. ويُعتبر ذلك نكسة جديدة لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي يهاجم عين العرب منذ أيلول (سبتمبر) الماضي وكاد أن يسيطر عليها في شكل كامل لولا استبسال عناصر وحدات الحماية الشعبية الكردية في الدفاع عنها وحصولهم على دعم جوي من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وتلقيهم تعزيزات من قوات «البيشمركة» من كردستان العراق. وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومقره بريطانيا أن «وحدات حماية الشعب الكردي سيطرت على كامل المربع الحكومي الأمني بمدينة عين العرب (كوباني)، إضافة إلى مدارس الريفية والصناعة والثورة ومدرسة البنات، عقب اشتباكات بدأت قبيل منتصف ليلة الأحد - الاثنين، واستمرت حتى فجر اليوم (أمس)، مع تنظيم الدولة الإسلامية». وتابع أن «الاشتباكات لا تزال مستمرة بين الطرفين في الأطراف الغربية لحي مشته نور بالقسم الجنوبي من مدينة عين العرب حيث تمكنت وحدات الحماية من السيطرة على نقاط في المنطقة». وأشار إلى أن «وحدات حماية الشعب الكردي تكون بذلك قد سيطرت على نحو 80 في المئة من مساحة مدينة عين العرب». وجاء التقدم الجديد للوحدات الكردية بالتزامن مع تنفيذ طائرات التحالف العربي - الدولي لثلاث ضربات على الأقل استهدفت تمركزات تنظيم «الدولة» في المدينة، وسط قصف متقطع من قبل قوات «البيشمركة» الكردية والكتائب المقاتلة والوحدات الكردية على تمركزات للتنظيم في المدينة وأطرافها، بحسب «المرصد» الذي أوضح أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 14 عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية» غالبيتهم من جنسيات غير سورية (جثث 6 منهم لدى وحدات الحماية). ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر البشرية في صفوف الوحدات الكردية. وجاء تقدم الأكراد في عين العرب الواقعة في ريف حلب الشمالي في وقت تمكنت كتائب المعارضة من تحقيق تقدم على قوات النظام شمال شرقي مدينة حلب. فقد أفاد «المرصد» أن «مقاتلي الجبهة الشامية وجيش المهاجرين والأنصار تمكنوا من السيطرة على أجزاء من منطقة المجبل الأسود بالبريج، في مدخل حلب الشمالي الشرقي عقب اشتباكات عنيفة دارت منذ ما بعد منتصف ليلة (أول من) أمس وحتى فجر اليوم (أمس) في منطقتي المجبل الأسود والمناشر، مع قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية». وأضاف أن هذه الاشتباكات «أسفرت عن مقتل وجرح ما لا يقل عن 20 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وإعطاب دبابة لقوات النظام، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية». ووصف ناشطون منطقة المجبل بأنها «استراتيجية» وهي تقع بين منطقتي الشيخ نجار والبريج شمال مدينة حلب. وفي تقرير لاحق، أشار «المرصد» إلى «تجدد الاشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات إيرانية وأفغانية من طرف، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وجيش المهاجرين والأنصار من طرف آخر، في منطقة البريج بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وفي مدينة حلب نفسها، أعلن «المرصد» سقوط قذيفة صاروخية أطلقتها الكتائب المقاتلة على حي الخالدية الذي يسيطر عليه النظام، ما أدى إلى سقوط جرحى، بينما قصف تنظيم «الدولة الإسلامية» بعدد من القذائف الصاروخية تمركزات قوات النظام في تلة التيارة شرق حلب «ما أدى إلى اندلاع نيران فيها، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وفي محافظة حمص، قصفت قوات النظام قرية حوش حجو بالريف الشمالي ومنطقة الطيبة بريف مدينة السخنة، بينما استهدفت الكتائب الإسلامية تمركزات قوات النظام على أطراف قرية الكم، بحسب ما أورد «المرصد». أما وكالة الأنباء السورية «سانا» فقد أوردت أن وحدات الجيش «واصلت عملياتها المركزة وضرباتها القاصمة على معاقل التنظيمات الإرهابية وتجمعاتها في ريف حمص الشرقي». وأضافت أن القوات النظامية قتلت عدداً من أفراد تنظيم «داعش خلال عملية نوعية ضد عدد من أوكارهم وآلياتهم خلال مواصلتها ملاحقة أفراد التنظيم في محيط حقل آبار الشاعر» بريف حمص الشرقي. وفي محافظة دير الزور، أشار «المرصد» إلى أن الطيران الحربي نفّذ غارتين على مناطق في بلدة الحوايج بالريف الغربي، ما أدى إلى مقتل طفلتين اثنتين وسقوط جرحى معظمهم من النساء والأطفال وأضرار مادية، فيما قصف الطيران الحربي مناطق في قرية عياش بالريف الغربي أيضاً، لكن لم ترد أنباء عن إصابات. كذلك أعلن «المرصد» أن «قوات النظام قصفت مناطق في حي الحويقة الشرقي وأماكن في منطقة جسر السياسية عند أطراف مدينة دير الزور، في حين دارت اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في منطقة حويجة صكر عند أطراف المدينة، بينما نفذت طائرات التحالف العربي - الدولي 4 ضربات على الأقل استهدفت فيها مناطق آبار نفط تابعة لحقل الجفرة في بادية جديد عكيدات بالريف الشرقي لدير الزور، في حين تم توثيق مقتل ضابطين اثنين أحدهما برتبة عقيد والآخر برتبة ملازم أول إضافة لعنصر آخر من قوات النظام، خلال اشتباكات دارت السبت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في ريف دير الزور الغربي وأطراف مدينة دير الزور». من جهتها، أوردت «سانا» أن وحدة من الجيش السوري «أوقعت عدداً من إرهابيي داعش قتلى ومصابين ودمرت لهم آليات وأسلحة خلال عمليات نوعية ضد تجمعاتهم في محيط المطار» جنوب شرقي مدينة دير الزور. وفي دير الزور أيضاً، لفت «المرصد» إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» اعتقل 3 عناصر سابقين في «جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، كانوا قد سلموا أنفسهم و «استتابوا» لدى «الدولة» في وقت سابق. وأوضح أن الثلاثة اعتقلوا في قرية الحريجي بريف دير الزور الشرقي، واقتيدوا إلى جهة مجهولة. وفي محافظة دمشق، لفت «المرصد» إلى أن مقاتلي «الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) تمكنوا من إعطاب دبابة لقوات النظام إثر استهدافها في حي جوبر» الذي تحاول القوات الحكومية اقتحامه منذ شهور.