لندن - «الحياة»، أ ف ب - بات إرسال تعزيزات عسكرية الى أفغانستان أمراً واقعاً، في مواجهة تفاقم خطورة هزيمة محتملة للتحالف الدولي أمام مقاتلي «طالبان» و «القاعدة» الذين صعّدوا هجماتهم وكثفوا انتشارهم أخيراً، سعياً الى الاستفادة من معارضة متزايدة في الغرب لتوسيع الحرب في أفغانستان. وغداة كشف قرار غير معلن اتخذه الرئيس الأميركي باراك أوباما في آذار (مارس) بإرسال 13 ألف جندي إضافي الى أفغانستان، أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون عزمه على إرسال 500 جندي إضافي، ليصل عديد القوات البريطانية هناك الى 9500 جندي. تزامن ذلك مع دعوة الجنرال البريطاني غرايم لامب، المكلف البحث عن سبل لإقناع المسلحين في أفغانستان بنبذ العنف، إلى إصدار عفو عام عن مقاتلي «طالبان» وإزالة أسمائهم من لائحة المطلوبين لدى قوات التحالف. وشدد براون أمام مجلس العموم، على ضرورة أن يكون التزام بريطانيا إرسال تعزيزات «جزءاً من نهج متفق عليه في التحالف الدولي، تؤدي بموجبه بقية الدول دورها». وقال: «على الجميع أن يقبلوا بأنهم إذا كانوا جزءاً من التحالف، عليهم أن يتحملوا جزءاً من العبء». وأشار الى أن «بريطانيا تدعم تطلعات القائد الأميركي لقوات التحالف الجنرال ستانلي ماكريستال الى تسريع زيادة عديد قوات الأمن الأفغانية»، عبر إرسال تعزيزات تتولى تدريبها والتصدي ل «طالبان» في آن. وفي إطار استراتيجية أميركية لدعم باكستان في مواجهة المسلحين المتشددين الذين لجأوا الى مناطقها القبلية، أعلن براون أن لندن ستقدم عشرة ملايين جنيه إسترليني إضافية (16 مليون دولار) كمساعدات إنسانية للمناطق الباكستانية «المحررة» من المسلحين. وقوبل قرار براون بترحيب في واشنطن، حيث يتوقع أن يشجع القرار المترددين في الحزب الديموقراطي التجاوب مع مساعي أوباما لإرسال مزيد من القوات الى أفغانستان، فيما يخوض الرئيس الأميركي نقاشات معمقة مع قادة حزبه حول سبل تلبية طلب ماكريستال إرسال تعزيزات قوامها 60 ألف جندي إضافي الى هذا البلد.