بددت العقود الآجلة لمزيج النفط الخام (برنت) مكاسبها التي حققتها في التعاملات المبكرة اليوم (الجمعة)، وتراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ العام 2009 دون 56 دولاراً للبرميل في ظل تخمة المعروض التي هوت بأسعار النفط إلى النصف منذ حزيران (يونيو) الماضي، وطغت على إعادة المستثمرين ترتيب مراكزهم مع بداية العام، استعداداً لانتعاش محتمل في نهاية المطاف. ونزل سعر «برنت» إلى أدنى مستوى له في أكثر من خمس سنوات مع إحجام السعودية أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم وغيرها من كبار المنتجين الخليجيين، عن خفض الإنتاج في مواجهة النمو السريع لإنتاج النفط الصخري الأميركي، على رغم دعوات أعضاء آخرين في منظمة «أوبك» إلى خفضه. وقال حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية أمس، إن «انخفاض أسعار النفط العالمية سيلحق ضرراً بالدول في منطقة الشرق الأوسط ما لم تتحرك السعودية -أكبر مصدر للخام في العالم- للتصدي لهذا الانخفاض». غير أن السعودية أشارت إلى أنها مستعدة لتحمل انخفاض أسعار النفط حتى يمكنها الاحتفاظ بحصتها من السوق. وهبط سعر مزيج «برنت» في العقود الآجلة لتسليم شباط (فبراير) 1.21 دولار ليصل إلى 56.12 دولاراً للبرميل، منخفضاً بنحو خمسة في المئة عن أعلى مستوياته اليوم 58.54 دولار، الذي سجله بداية التداول. وتراجع سعر الخام الأميركي في عقود شباط (فبراير) 0.63 دولار إلى 52.64 دولاراً للبرميل بعد بلوغه أعلى مستوياته اليوم عند 55.11 دولار عقب فترة وجيزة من بدء التداول. وواجهت الأسعار مزيداً من الضغوط اليوم بفعل علامات على استمرار زيادة إنتاج بعض من كبار منتجي النفط في العالم. وقال العراق -ثاني أكبر منتج في «أوبك»- إن متوسط صادراته بلغ 2.94 مليون برميل يومياً في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، مسجلاً أعلى مستوى له منذ العام 1980. ووصل الإنتاج في روسيا -أكبر مصدر للنفط خارج «أوبك»- إلى أعلى مستوياته بعد الحقبة السوفياتية في العام 2014. وما حد من مكاسب النفط أيضاً في التعاملات المبكرة اليوم، ضعف نشاط المصانع في الصين وأوروبا في الشهر الماضي، وضعف النمو الذي أدى إلى إبطاء وتيرة ارتفاع في الطلب على النفط وأثر سلباً على الأسعار.