كرمت إثنينية عبدالمقصود خوخة مساء الإثنين الماضي، رائدة الفن التشكيلي صفية بن زقر. وبدأ التكريم بكلمة لراعي الإثنينية قال فيها: «نحتفي الليلة بإحدى رائدات الفنون التشكيلية في مملكتنا، وأول فنانة سعودية تتلقى تعليماً أكاديمياً في فن الرسم»، مشيراً إلى أنها الأولى التي وثقت الفولكلور والمظاهر الاجتماعية والثقافية والمعمارية لمنطقة الحجاز عموماً وجدة خصوصاً. وقال عبدالمقصود خوجة إن أربع عواصم عالمية «تضافرت في صياغة ريادتها الفنية، بدءاً بمكان الولادة حارة الشام، ذهاباً إلى القاهرة وبدايتها مع بواكير العمل الفني، مروراً بلندن التي حصلت فيها على شهادة الرسم والغرافيك، ختاماً بباريس التي منحتها ألقاً وحضوراً في المشهد الفني»، لافتاً إلى أن الفرنسيين أطلقوا على لوحتها المسماة «الزبونة» اسم «موناليزا السعودية» والتي وصفتها صفية بن زقر بأحب الأعمال إليها. في حين ذكرت الناقدة الدكتورة لمياء باعشن أنها «كلما اقتربت من صفية بن زقر اكتشفت طبيعة الفنانة التي تقف خلف أعمالها التشكيلية، هي الإنسانة التي تعشق الفن وما بداخله وما يحيط به وما يؤدي إليه وما يفيض عليه»، مؤكدةً أن الفن في كل صورة «هو عالمها وعملها ودافعها ومبتغاها وسعادتها وهواها»، معتبرة أنها فنانة شاملة. ووصف الدكتور عبدالله مناع الضيفة ب«الاستثنائية»، «نظراً لأن الفنانة صفية بن زقر صاحبة مفاجآت ومنفردة برحلتها في عالم الألوان ومن خلال الفن التشكيلي». وفي ليلة التكريم تحدث كل من فاروق باسلامة وهشام بنجابي وفريال فارس وفاطمة مسعود، وجميعهم أجمعوا على فرادتها وأنها وضعت بصمتها في الفن التشكيلي، مشيرين إلى إسهاماتها العديدة في هذا المجال. وتطرقت المحتفى بها صفية بن زقر إلى مراحل ارتباطها بالفن التشكيلي، موضحة عدداً من المحطات التي كان لها الأثر الكبير في صقل موهبتها التشكيلية. وقالت إن «مادة الرسم كانت أحب مادة لي، ولم أفكر يوماً في أنها ستكون بالنسبة لي حياة». وتحدثت عن انتقالها إلى القاهرة ومن ثم إلى إنكلترا، مشيرةً إلى أن زيارة المتاحف في هاتين الدولتين هي من وطد علاقتها بالفن التشكيلي. وقالت إن المجتمع السعودي عرفها من أعمالها آنذاك، ومن خلال أول معرض لها عام 1968، الذي أقيم في مدرسة التربية الحديثة للبنات، وافتتحه أمير المنطقة آنذاك، وكان له الأثر في ترسيخ حركة الفن التشكيلي، والتي تعتبر نفسها أحد المؤسسين لها، وأفاد من أعمالها ما يقارب 31 باحثاً وباحثة محلياً ودولياً. وذكرت أنه في عام 1393 للهجرة انبثقت فكرة إنشاء مكان يضم جميع أعمالها ومقتنياتها، «وهذا ما تحقق في عام 1395 بإنشاء دارة صفية بن زقر، والتي أصبحت ذات إسهامات في تشكيل الفن التشكيلي، من خلال المسابقات الفنية السنوية على مستوى الأطفال والنشء، إضافة إلى الحفاظ على التراث الأدبي وبمشاركة فعالة من أكاديميات ومثقفات ومن خلال مناظرة شعرية سنوية. وأوضحت صفية بن زقر أن الاهتمام لديها ينصب حول الكيف لا الكم، رافضةً تصنيف الفن التشكيلي إلى رجالي ونسائي، مؤكدة أن لدينا كماً هائلاً من الفنانين والفنانات وفي مختلف الفن التشكيلي.