تبنّى تنظيم "الدولة الاسلامية" التفجير الانتحاري الذي استهدف مقاتلين سنّة مناهضين له قرب مقر عسكري جنوب شرق بغداد الأربعاء، وأدّى إلى مقتل 38 شخصاً على الأقل وجرح العشرات وفق حصيلة نهائية. وجاء في نص بعنوان "بيان حول العملية الاستشهادية في قضاء المدائن" تداولته مواقع إلكترونية إسلامية، أن عنصراً من التنظيم يعرف باسم "سيف الدين الانصاري"، "فجر حزامه الناسف" وسط تجمع لمن وصفهم ب"عناصر الصحوة المرتدة وميليشيات الحشد الرافضي". وأوضح أن الانتحاري فجّر نفسه أثناء تجمّع هؤلاء "لتسلّم وراتبهم، بعدما أمرهم آمر اللواء المتواجد في قضاء المدائن (...) بالتجمّع" قرب مدخله. وأشارت مصادر أمنية وطبية عراقية "فرانس برس" الجمعة ان التفجير أدى الى مقتل 38 شخصا وجرح 56 شخصاً بحسب حصيلة نهائية. واستهدف التفجير مقاتلين سنّة من مجموعات تعرف باسم "الصحوات" كانوا ينتظرون للحصول على رواتبهم، وفق المصادر نفسها. ويسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" منذ حزيران (يونيو) على مناطق عراقية واسعة معظمها ذات غالبية سنية، لا سيما في محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار. ويستخدم مصطلح "الصحوات" للإشارة الى المجموعات التي انشأتها واشنطن ودعمتها خلال تواجد قواتها في العراق، بهدف القتال ضد المجموعات المتطرفة، وابرزها تنظيم "دولة العراق الاسلامية" المرتبط ب"القاعدة"، والذي تعود جذور تنظيم "الدولة الاسلامية" اليه. وشكلت الصحوات عاملاً أساسياً في تراجع أعمال العنف والحد من تأثير القاعدة في العراق. وكانت رواتب هؤلاء المقاتلين مرتبطة بالقوات الأميركية، إلاّ أنه مع انتقال ذلك إلى مسؤولية السلطات العراقية، شابت العملية مشكلات عدة منها التأخير أو انعدام الاموال. وبعد سيطرة التنظيم على مساحات واسعة في العراق، تسعى الحكومة الى استمالة العشائر السنية للقتال الى جانب قواتها ضد مسلحي التنظيم الاسلامي المتطرف. كما أكدت واشنطن التي تقود تحالفاً دولياً ينفذ ضربات جوية ضد التنظيم المتطرف في مناطق سيطرته في العراق وسورية المجاورة، أهمية العشائر السنية في القتال لاستعادة مناطق سيطرة التنظيم. بغدادالعراقداعشتنظيم الدولة الإسلامية