شكّل تظاهر المئات من الأميركيين الثلثاء في مدينة نيويورك احتجاجاً على استخدام الشرطة القوة المفرطة، تحدياً لنداء رئيس البلدية بيل دي بلاسيو بتعليق التظاهرات بعد مقتل اثنين من ضباط الشرطة إلى ما بعد جنازة الإثنين. وحمل المتظاهرون لافتات احتجاج كتب على بعضها "اسجنوا الشرطيين القتلة"، وساروا وسط منهاتن للمطالبة بالعدالة لمن قتلوا أخيراً على أيدي الشرطة. وكان دي بلاسيو وساسة آخرون دعوا إلى تهدئة التوتر بعد مقتل الضابطين في مكمن يوم السبت أثناء جلوسهما في سيارة دورية بمقاطعة بروكلين. ووجه رئيس البلدية نداء بوقف التظاهرات إلى ما بعد دفن الشرطيين. وأحدث ذلك صدمة في المدينة التي تشهد تظاهرات سلمية في غالبيتها اندلعت بعد رفض هيئتي محلفين في نيويورك وميزوري إدانة ضابطي شرطة أبيضين في قتل اثنين من السود العزل. وقال دي بلاسيو في مقر البلدية الثلثاء بعد 72 ساعة تقريباً من الهجوم: "هذه العائلات تريد مدينة يعمها السلام والوحدة، ومن واجبنا جميعاً توفير ذلك." وقال "ائتلاف الإجابة" المنظّم المسيرة إن "الاحتجاج السلمي ضد عنف الشرطة" سيتواصل كما هو مقرر. وأضاف: "نداء رئيس البلدية لتعليق الديموقراطية وممارسة الحق في حرية التعبير تجاه الظلم المستمر أمر شائن". وأدى مقتل الضابطين رافائيل راموس (40 عاماً) ووينجيان ليو (32 عاماً) إلى زيادة الخلافات بين مجلس البلدية وإدارة الشرطة والإصلاحيين الذين صوتوا العام الماضي لمصلحة دي بلاسيو وهو ليبرالي ديموقراطي. وتصاعد التوتر العرقي في الولاياتالمتحدة بعد مقتل كثرٍ من السود العزل منذ الصيف الماضي بأيدي شرطيين بيضاً. ونظمت تظاهرات احتجاج عدة شهدت أعمال شغب، خصوصاً عندما قرر القضاء عدم ملاحقة الشرطيين. تظاهرة ليلة رأس السنة وفي الوقت نفسه دعت حركة "أوقفوا شبكة الحبس الجماعي" المناهضة لعنف الشرطة الأميركية بحق السود، إلى تظاهرة ضخمة في تايمز سكوير مساء 31 كانون الأول (ديسمبر). وقال كارل ديكس، أحد مؤسسي الحركة أنه "لا يحق لهم أن يطلبوا منا وقف التظاهر والسكوت. يجب أن تبقى أصواتنا مسموعة". وأردف: "يجب أن نواصل معركتنا طالما تواصل الشرطة ارتكاب أعمال القتل هذه، وطالما أن النظام القضائي يرفض ملاحقة رجال الشرطة القتلة ومعاقبتهم". تبرئة شرطي وتزامناً، قررت هيئة محلفين عليا في هيوستن الثلثاء عدم توجيه اتهام إلى ضابط شرطة على إطلاق النار على رجل أسود غير مسلح، ما أودى بحياته. وبعد جلسات استماع على مدى أشهر، قررت هيئة المحلفين عدم توجيه اتهام إلى جوفيتنيو كاسترو الذي لم يكن في نوبة عمل رسمية عندما أطلق الرصاص على جوردان بيكر (26 عاماً) في مجمع للمتاجر في كانون الثاني (يناير). وقال كاسترو - الذي كان يرتدي زي الشرطة وقت الحادث - أنه تصدى لبيكر للاشتباه بأنه لص يستهدف مجمع المتاجر. وقال محاموه إن بيكر هجم على الضابط الذي أطلق الرصاص مرة واحدة. ونسبت وسائل إعلام محلية إلى والدة بيكر قولها إن كاسترو شاهد ابنها الذي كان يرتدي سترة سوداء بغطاء للرأس واعتبره مجرماً على أساس لونه وملابسه. وذكرت صحيفة "هيوستون كرونيكال" أن ديفون أندرسون، ممثل الادعاء بمقاطعة هاريس عبّر عن تعاطفه مع أسرة بيكر وقال: "أعرف أنهم يشعرون بخيبة أمل لكن قرار هيئة المحلفين العليا يعني أنهم وجدوا أنه لا يوجد سبب يرجح الاعتقاد بأن جريمة قد ارتكبت". ويأتي قرار هيئة المحلفين في هيوستون في أعقاب قرار لهيئة محلفين عليا أخرى الشهر الماضي، عدم توجيه اتهام إلى ضابط شرطة أبيض على إطلاقه الرصاص على فتى أسود غير مسلح، ما أودى بحياته في فيرغسون بولاي ميزوري، وهو القرار الذي أطلق شرارة الاحتجاجات العنيفة في الشوارع وتساؤلات في شأن العلاقات العرقية في الولاياتالمتحدة.