أخطأ سامي الجابر كثيراً عندما هرول يمنة ويسرة لاعتلاء هرم الجهاز الفني في الهلال، معتقداً سهولة تحقيق البطولات مع الفريق «الأزرق» المتخم بالنجوم، رسم السيناريو مع من يؤازره في الإدارة الهلالية بحكم العلاقة الوطيدة التي لا يجهلها القاصي قبل الداني لكتابة «سيرة ذاتية» يحاجج بها الشرفيين والجماهير وكل من يعارض فكرة «الجابر مدرباً للهلال»، لم يجد صعوبة في الانضمام إلى الجهاز الفني المساعد لمدربي المهاجمين في نادي أوكسير الفرنسي، مثل احتراف بعض لاعبينا في الأندية الأوربية أشهر عدة، دخل في سباق مع الزمن للحاق بإدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد التي وعدته سلفاً بأن يتبوأ المنصب الكبير الذي يبدو من واقع الفريق الحالي أنه لم ينجح في إدارته كما يجب. لا يختلف اثنان في تدهور الأوضاع الفنية للخطوط الزرقاء هذا الموسم، الانضباط الفني مفقود، وروح اللاعبين غائبة، والإحساس بالمسؤولية لا وجود له، الفريق يتعرض للخسارة تلو الأخرى، والإدارة تكتفي بتجديد الثقة بالجهاز الفني والإصرار على دعمه، والجابر يحمّل نفسه كامل المسؤولية، وينتقد الفرق الأخرى على الحماسة التي تظهرها أمام فريقه، وكأنه يطالبهم بتسهيل مهمة لاعبيه للوصول إلى مرماهم! وبعد كل مباراة يتحدث عن فرص سهلة لفريقه لا يراها سواه، وبين هذه وتلك تكظم الجماهير غيظها احتراماً لتاريخ سامي الجابر لاعباً عندما نقش سجلاً ذهبياً لا ينكره الخصوم قبل الأنصار، ما جعل النقاد يصنفونه أحد أساطير الكرة السعودية، إلا أن السيل بلغ بعشاق الهلال الزبى في الفترة الأخيرة، وبدأت بعض الأصوات تتعالى في المدرج الأزرق مطالبة برحيل الجابر، وأيضاً الإدارة التي سهلت مهمته للوصول إلى أعلى الهرم التدريبي، وكذلك بعض اللاعبين الذين ما من جدوى لبقائهم. البطولة الآسيوية اقتربت من الصافرة الأولى، والمواجهة الافتتاحية أمام الأهلي الإماراتي المدجج بالنجوم والإمكانات العالية، والتحضير للبطولة الغائبة طويلاً، تتطلب وقفة صادقة من أعضاء الشرف للحد من العبث بتاريخ الكيان ومحاسبة المقصرين كافة، ومحبو الفريق يعولون الشيء الكثير على عقد اجتماع شرفي حاسم في الأيام القليلة المقبلة، لرسم سيناريو مغادرة الجابر الذي كلف عقده الخزانة الزرقاء 11 مليون ريال في مقابل خبرة قصيرة في أوكسير الفرنسي وعلاقة متينة برئيس النادي، وقد تطول الخطة التصحيحية التي تنتظرها الجماهير لإقصاء الإدارة الحالية، وخصوصاً أن الأزمة التي تحاول الإدارة إغماض عينيها عنها كشفت عنها الخسائر الأخيرة، أما الأزمة التي ستكون أشد إيلاماً للجماهير الزرقاء فهي الخروج من الموسم بخزانة خاوية من البطولات على غير ما اعتادت الجماهير الزرقاء، ووقتها لن يطلق عليها الهلاليون «أزمة» بل سيصفونها ب«الكارثة».