شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس لليوم الثالث على التوالي، حصارها على مدينة القدس والمسجد الأقصى، وهددت باعتقال المعتكفين فيه، فيما قال نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية سيلفان شالوم للإذاعة العبرية إن «المعركة بدأت لفرض السيادة على القدس، خصوصاً جبل الهيكل»، وهي التسمية التي يطلقها اليهود على المسجد الأقصى.وواصلت إسرائيل أمس منع المصلين المسلمين تحت سن الخمسين من دخول المسجد الأقصى، كما هددت نحو 300 معتصم في داخل المسجد بالاعتقال في حال عدم مغادرتهم المسجد بعد صلاة العشاء كما هو معمول به، لكن المصلين رفضوا الانصياع مهددين بالمواجهة في حال تعرض المسجد للاقتحام. وجاء اعتصام المصلين عقب تهديد جماعات يهودية باداء طقوس دينية في ساحاته في عيدين يهوديين، هما عيد الغفران وعيد العرش. وشهدت القدسالمحتلة أمس نشر تعزيزات عسكرية إسرائيلية إضافية، ترافقت مع الاحتفالات بعيد العرش. وأقام اليهود الصلوات في حائط البُراق المجاور للمسجد الأقصى الذي يطلقون عليه حائط المبكى، لكن السلطات الإسرائيلية أغلقت باب المغاربة ولم تسمح لأي منهم بالدخول الى ساحات المسجد. وكانت جماعات يهودية حاولت دخول المسجد يومي الثامن والعشرين من الشهر الماضي والرابع من الشهر الجاري لإحياء يومي الغفران والعرش، ما أدى إلى حدوث مواجهات واسعة بين المصلين والشرطة التي رافقت المتدينين اليهود. وفي الجانب الفلسطيني، دان الرئيس محمود عباس «استفزازات» المتطرفين اليهود الذين يريدون تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي، فيما دعت حركة «حماس» إلى إطلاق الانتفاضة مجدداً «دفاعاً عن الاقصى». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن عباس قوله في مقابلة مع التلفزيون اليمني ان «قضية القدس تحتاج إلى جهود العرب والمسلمين لمواجهة محاولات إسرائيل لتهويدها». وقال: «لا نريد حناجر. نريد إمكانات واقعية على الأرض... نريد جهداً عملياً عندما نقول القدس عاصمة الثقافة العربية، هذا يتطلب جهوداً حقيقية لمنع تغيير معالم القدس، ووقف الزحف الصهيوني على القدس». واتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إسرائيل أمس بتعمد خلق وضع «خطير جداً» في القدسالشرقية لإثارة العنف وتبرير إجراءات صارمة وإحكام قبضتها على المدينةالمحتلة. وقال في بيان نقلته وكالة «رويترز»: «تقوم إسرائيل بإشعال الكبريت آملة في إيقاد النار وتعمل عمداً على تصعيد التوتر في مدينة القدسالمحتلة، عوضاً عن اتخاذ خطوات لتهدئة الوضع». وأضاف أن الوضع «خطير جداً... ويزيد من خطورته الفراغ الذي أوجده غياب عملية سلام موثوق بها تمنح الأمل. وأكثر ما نخشاه هو قيام اسرائيل بتكثيف أعمالها القمعية والاعتقالات وحشد كامل قوتها العسكرية ضد شعبنا الأعزل».