وصلت قوات نظامية سورية اليوم الثلثاء إلى بلدة مورك بريف حماه الشمالي، بعد أن خسرت أمس السيطرة على معسكري الحامدية ووادي الضيف الإستراتيجيين بريف إدلب، لصالح "جبهة النصرة" مدعومة بتنظيم "جند الأقصى" و"الحركة الإسلامية"، في معركة سقط فيها أكثر من مئتي قتيل من الطرفين، و120 أسير من قوات النظام. وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان" إن حوالى مئة جندي سوري و80 مقاتلاً "إسلاميا"، قتلوا خلال معركة استمرت يومين سيطر خلالها المسلحون على معسكر وادي الضيف، بالإضافة إلى وقوع ما لا يقل عن 120 جندياً سورياً في القوات النظامية في قبضة "جبهة النصرة". وذكر "المرصد" أن قوات النظام خلال إنسحابها إلى مورك، فرَّت بحوالى عشر عربات عسكرية من قرية معرحطاط، حيث توارت في بساتينها ومغاوِرها، ومن ثم إلى منطقتي ربع الجور وصهيان الشرقية في جنوب بلدة بابولين بريف إدلب، وسط قصف عنيف من قوات النظام المتمركزة في مورك. وأضاف "المرصد" أن الآليات المنسحبة تعرضت لكمينين من "جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام الإسلامية" وتنظيم "جند الأقصى" في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى لإعطاب دبابتين. وارتفع إلى 42 على الأقل عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على أماكن في منطقة وادي الضيف، من أجل تأمين غطاء للإنسحاب، وبينها 29 غارة للطيران الحربي و13 برميلاً، ألقتها الطائرات المروحية على المنطقة. وفقدت القوات النظامية السورية الإثنين السيطرة على معسكري الحامدية ووادي الضيف، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي انسحبت حينها باتجاه بلدتي بسيدا ومعرحطاط، حيث تمكن المقاتلون "الإسلاميون" هناك، من أسر 15 عنصراً من قوات النظام بينهم ضابط على الأقل. وقال قائد عمليات المعارضة في فيديو، إن المعارك بدأت قبل شهر ونصف الشهر، وقدر عدد عناصر النظام الذين كانوا في الموقعين بحوالى 1500 توزعوا في 40 نقطة على امتداد 13 كيلومتراً وعرض 3 كيلومترات. وخلال هجومها على معسكر وادي الضيف، "استخدمت جبهة النصرة دبابات وأسلحة ثقيلة أخرى، كانت استولت عليها الشهر الماضي من "جبهة ثوار سورية" (المدعومة من الغرب)" ، وفق مدير "المرصد" رامي عبد الرحمن. ويمثل انتصار تنظيم "جبهة النصرة" على "جبهة ثوار سورية" ضربة لجهود الولاياتالمتحدة، من أجل تدريب مقاتلي المعارضة المعتدلة لتعديل موازين الثقل مع "جبهة النصرة". وسيسمح هذا الانتصار السريع لمقاتلي "النصرة" بالسيطرة على غالبية مناطق ريف إدلب الحدودية مع تركيا. وقال عبد الرحمن إن "تقدم الجهاديين له أهمية رمزية كبيرة، كما أنه يظهر أن جبهة النصرة تسيطر فعلاً على المنطقة". وكانت أبرز قوى المعارضة تحاصر معسكر وادي الضيف الخاضع لقوات النظام منذ نحو سنتين، من دون أن تتمكن من السيطرة عليه، حتى أمس الإثنين.