لم يتفاجأ أهالي العسكريين المخطوفين بانسحاب الوسيط القطري من المفاوضات الجارية لتحرير أبنائهم، وأكدوا ان «الامر كان متوقعاً»، معربين عن أسفهم «لذهاب شهرين من الاتصالات هباء». وكانت وزارة الخارجية القطرية أعلنت ليل أول من أمس في بيان «عن عدم إمكان استمرار دولة قطر في جهود الوساطة لإطلاق العسكريين اللبنانيين، نتيجة لفشل الجهود المبذولة». وأعربت عن «بالغ أسفها لمقتل الجندي اللبناني»، مجددة «حرص قطر على بذل كل الجهود الديبلوماسية من أجل الحفاظ على الأرواح». وعلّق أهالي العسكريين المخطوفين على انسحاب الوسيط القطري بشكره على «موقفه من نقض جبهة النصرة العهد بقتل الجندي علي البزال»، سائلين عن «الانجازات التي حققها في ملف أبنائهم»، وملقين «اللوم على الحكومة لأنها لم تتجاوب معه»، معتبرين أنه «كان غير مهتم بالملف كما يجب على الأقل لناحية كسب الوقت»، وتمنوا أن «تلعب هيئة العلماء المسلمين دور الوساطة بدل الوسيط القطري». وأشاروا الى أن «موقف النائب وليد حنبلاط هو موقف الشرفاء وموقف من يريد للدولة إعادة هيبتها وكرامتها». ورأى الأهالي ان «الهيئة ساهمت في تحرير عدد من المخطوفين فور انتهاء معارك عرسال، كما ساهمت في حقن الدماء ووضع حد للحرب حينها»، داعين رئيس الحكومة تمام سلام الى «تفويضها الاتصالات بشكل رسمي لأنها مؤهلة لتسلّمها». وجدّد الأهالي دعوة سلام الى «اتخاذ الموقف الشجاع، وإنهاء أزمة أبنائهم لأن الأمر في يده، كما قال هو شخصياً». وطالبوا المعنيين «بوضع السياسة جانباً، والعمل من فوق الطاولة بضمير وانسانية». ميدانياً، شدد الجيش اللبناني إجراءاته الأمنية في جرود عرسال، مانعاً الصعود والنزول باتجاه مواقع مسلحي «جبهة النصرة» و «داعش» في الجرد. وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن «الجيش أقفل طريقي وادي عطا والحصن بالسواتر الترابية من أجل تضييق الخناق على المسلحين». وأشارت المعلومات إلى أن الجيش أغلق ثلاثة معابر في اتجاه جرود عرسال وأبقى على معبرين، مشدداً الإجراءات العسكرية، ومدققاً في هويات المارة. وقصف الجيش مواقع المسلحين في جرود عرسال بالمدفعية الثقيلة، بعدما توافرت معلومات عن تجمع للمسلحين في المنطقة ما أدى الى وقوع أصابات. ومساء انفجرت عبوة في سيارة عائدة لحسن عز الدين داخل حي البستان في عرسال ما أدى الى بتر قدميه.