أجرى رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام اليوم الثلثاء اتصالاً هاتفياً بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتمنى عليه تفعيل الوساطة القطرية في قضية العسكريين اللبنانيين الخطوفين لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و "جبهة النصرة". وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية، أن سلام طلب من أمير قطر مساعدة بلاده الحكومة اللبنانية على تحرير العسكريين ورفع المعاناة عن أهاليهم، مجدداً شكره على موقفه الإنساني. وأعرب أمير قطر لسلام عن "اهتمامه الشديد بمساعدة لبنان واللبنانيين في هذه المحنة، وأنه سيعطي تعليمات فورية للمولجين بهذا الملف بمتابعته وإجراء الاتصالات اللازمة". وفي لقاء مع أفراد الجالية اللبنانية في بلجيكا اليوم الثلثاء، قال سلام إن "لبنان لن يخضع للابتزاز في قضية العسكريين المحتجزين"، مشيراً إلى أن "الحكومة تنطلق في المفاوضات من قواعد وأصول ولن نتخلى عن قواعدنا لنصبح رهينة للآخرين". وأضاف سلام: "أرواح أبطالنا أمانة ولكن لن نخضع للابتزاز. فلا يبتز أحد 4 ملايين لبنانياً ولا يبتز أحد جيش لبنان، نحن حريصون على حياة 26 مخطوفاً ولكننا حريصون في الوقت نفسه على حياة وأرواح 4 ملايين لبناني". وكان الوسيط القطري المكلف إجراء مفاوضات بين الحكومة اللبنانية والخاطفين في جرود عرسال، عقد لقاءات منذ يوم الخميس الماضي، إذ تسلّم من "جبهة النصرة" لائحة مطالب منذ اليوم الأول من بدء الوساطة (الخميس) والتقى مسؤول "النصرة" أبو مالك التلي في القلمون قبل ظهر السبت لمدة ساعتين قبل أن يلتقي مسؤول "داعش" لتسلّم لائحة مطالبه. وبعدها صدر عن "النصرة" بيان أعلن أن الموفد القطري أحمد الخطيب دخل عرسال مع مساعدات للاجئين السوريين، وانتقل إلى الجرود الخميس للقاء «لجنة من قبلنا، وعرضنا 3 مقترحات ثم غادر إلى الجهة اللبنانية المكلفة الملف، ثم عاد السبت مع شبه موافقة مبدئية على إطلاق أسرى من سجون النظام اللبناني وإخوان من سجون النظام السوري، وتسلّم أسماء بعضهم". ولفت البيان إلى أنه في حال الاتفاق على أحد المقترحات، "تسلم الأخوات في تركيا أو قطر حصراً، والإخوة السوريون واللبنانيون في جرود عرسال أو وفق طلب الأخ، أما الإخوة من جنسيات أخرى فيتم تسليمهم على الحدود السورية - التركية". واختطف مسلحون تابعون لجبهة "النصرة" و "داعش" في 2 آب (أغسطس) الماضي، عدداً من العسكريين في الجيش اللبناني، في بلدة عرسال القريبة من الحدود السورية.