أعلن الناطق باسم بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان جو كونتريراس أن القوات الحكومية والمتمردين يخوضون قتالاً منذ أكثر من أسبوع في مقاطعة فنجاك في ولاية جونقلي الشمالية النائية، في أسوأ اشتباكات منذ انحسار موسم الأمطار منذ أسابيع قليلة. وقدّم فريق مراقبة من الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) ينتشر في المنطقة لمراقبة وقف إطلاق النار تقريراً موجزاً إلى الأممالمتحدة بشأن الاشتباكات في فنجاك الثلثاء الماضي. ووصفها بأنها قتال مستمر في موقع واحد منذ أيار (مايو) الماضي. وجددت الأطراف المتحاربة اتفاق وقف النار في أيار ووقعت اتفاقاً مماثلاً في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي لكن الاتفاق كان ينهار بسرعة في كل مرة. في غضون ذلك، تتواصل المحادثات الرامية إلى التوصل الى اتفاق شامل في أثيوبيا لكن من دون مؤشرات حقيقية على تحقيق تقدم. وقال رئيس الوزراء الأثيوبي هيلا مريم ديسالين في ألمانيا الثلثاء الماضي، إنه «لا يوجد التزام سياسي من الجانبين». على صعيد آخر، أعلنت الأممالمتحدة أول من أمس، أن التحقيق الذي أجرته في مزاعم بحالات اغتصاب جماعي في إقليم دارفور، غرب السودان لم يسفر عن نتائج قاطعة ويحتاج إلى إجراء مزيد من التحريات، فيما شككت الخرطوم بكفاءة قوات حفظ السلام وأبلغت مجلس الأمن بعدم حصول أي حالة اغتصاب. وكانت وسائل إعلام محلية نشرت الشهر الماضي تقارير تفيد بأن جنوداً سودانيين اغتصبوا حوالى 200 امرأة وفتاة في قرية تابت بدارفور. وقال قائد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إيرفيه لادسو، إن «الأمر يتطلب عودة فريق من قوة حفظ السلام المشتركة من المنظمة الدولية والاتحاد الأفريقي في دارفور إلى تابت بسبب الوجود المكثف للجيش والشرطة أثناء الزيارة الأولى للفريق قبل بضعة أسابيع». لكن السودان رفض السماح لهم بالعودة. وقدم سفير السودان لدى الأممالمتحدة رحمة الله محمد عثمان النور إلى مجلس الأمن تقريراً خاصاً أعده المدعي العام لجرائم دارفور ياسر أحمد محمد أحمد، جاء فيه أن «فريق الأممالمتحدة بحث عن أي دليل مادي، مثل ملابس ضحايا ملوثة بالدماء وأبواب محطمة في منازل المنطقة وإصابات بعض النساء أو الرجال لكنه لم يعثر على شيء». وحضّ لادسو الذي خاطب مجلس الأمن أول من أمس، الحكومة السودانية على «السماح على الفور وعلى نحو مستقل بدخول بعثة مشتركة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى تابت حتى يمكن التحقق من التقارير». وشكك سفير السودان لدى المنظمة الدولية بالاتهامات قائلاً: «كيف يمكن تصوّر اغتصاب 200 امرأة وفتاة في قرية من دون أن يقوم أحد بالانتقام لشرف ابنته أو زوجته أو من دون أن يبلغ أحد عن الواقعة؟». وقال لمجلس الأمن إن «الحاجة لعودة محققين من عملية حفظ السلام إلى تابت توضح انعدام الاحترافية لدى هذه البعث».