يعول ميلان الإيطالي حامل لقب دوري أبطال أوروبا سبع مرات على خبرة مدربه الجديد الهولندي كلارنس سيدورف في المسابقات الأوروبية، عندما يستضيف أتلتيكو مدريد الإسباني على ملعب «سان سيرو» للمرة الأولى في المسابقات الأوروبية. سيدورف (37 عاماً) حل الشهر الماضي على رأس الإدارة الفنية للنادي اللومباردي بدلاً من ماسيميليانو أليغري، وحقق ثلاثة انتصارات في خمس مباريات في الدوري، لكنه خرج أمام أودينيزي في الكأس، وهو يحمل معه أعواماً طويلة من المنافسات الأوروبية مع ميلان (10 أعوام) وأياكس أمستردام الهولندي وريال مدريد الإسباني وانتر ميلان الإيطالي. وقال سيدورف وهو اللاعب الوحيد الذي أحرز المسابقة القارية مع ثلاثة أندية مختلفة (أياكس وريال وميلان): «ستكون فرصة رائعة للتقدم خطوة إضافية في المسابقة، أتلتيكو فريق منظم قوي ويملك مهاجمين رائعين». من جهته، يخوض أتلتيكو الباحث عن التأهل إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 1997 ووصيف نسخة 1974، المواجهة من موقع صلب جعله ينافس عملاقي إسبانيا برشلونة وريال مدريد على صدارة الدوري المحلي، وهو قدم هذا الموسم مستويات رائعة بإشراف مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني، قبل أن تتفاوت نتائجه قليلاً في الآونة الأخيرة. ويعول سيميوني الذي حمل ألوان انتر ميلان غريم ميلان لموسمين، على هدافه البرازيلي - الإسباني دييغو كوستا صاحب 21 هدفاً في الليغا، وعلى بعد هدف واحد من المتصدر البرتغالي كريستيانو رونالدو. ويغيب عن أتلتيكو الظهيران البرازيلي فيليبي لويس والشاب مانكيو بسبب الإصابة. أما سيدورف فيرحب بصانع الألعاب كاكا بعد تعافيه من الإصابة، لكنه سيعول بالتأكيد على موهبة بالوتيلي (23 عاماً) الذي قال عنه كوستا: «لا جدل حول نوعية بالوتيلي. هو مهاجم كبير ومن بين أفضل لاعبي العالم. دفاعنا يعرف هذا الأمر وسيحاول منعه عن التسجيل». أما سيميوني (43 عاماً) فقال: «شاهدت مباراة ميلان الأخيرة، كانت تتجه نحو التعادل السلبي لكنه حسمها بلحظة من العبقرية. يجب أن ننتبه له كثيراً». ويقف هدافا ميلان وأتلتيكو مدريد ماريو بالوتيلي ودييغو كوستا وجهاً لوجه، فإضافة إلى ميزة التهديف التي يتميزان بها، فإنهما يملكان قاسماً مشتركاً آخر هو المزاجية العصبية، وخير دليل عل ذلك حصول المشاكس الإيطالي على ثمان بطاقات صفراء وواحدة حمراء، في حين نال كوستا 8 بطاقات صفراء، علماً بأنه أوقف أربع مباريات الموسم الماضي لدفعه أحد لاعبي فيكتوريا بلزت التشيخي في مسابقة «يوروبا ليغ». وكان كوستا سجل 23 هدفاً في 22 مباراة بين آب (أغسطس) وكانون الأول (ديسمبر) الماضيين، لكنه اكتفى بثلاثة أهداف فقط في 12 مباراة منذ مطلع العام الحالي. ويفسر مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني هذا التراجع بقوله: «قام مدافعو الفرق المنافسة بتشديد الرقابة عليه في الآونة الأخيرة». ويحتاج سيدورف إلى بالوتيلي الذي يغيب تماماً في بعض الأحيان، لكنه قادر على قلب أية مباراة بلمحة فنية رائعة. ويمر الفريقان بفترة انعدام وزن، إذ يتخلف الفريق اللومباردي بفارق 31 نقطة عن يوفنتوس المتصدر في الدوري المحلي. أما أتلتيكو فعلى رغم من خسارته ثلاث مباريات في مطلع شباط (فبراير) الجاري بينها اثنتان في مسابقة الكأس أمام غريمه وجاره ريال مدريد، فإنه لا يزال ينافس بقوة على لقب الدوري المحلي، إذ يتخلف بفارق الأهداف فقط عن القطبين برشلونة وريال مدريد. وقبل تسجيله الهدف الرائع في مرمى بولونيا كان ماريو يمر بفترة صعبة على الصعيدين الكروي والشخصي، إذ اعترف بأنه أب لطفلة تبلغ من العمر عاماً واحداً، وكانت هذه القضية مادة دسمة للصحافة المحلية. لكن بالوتيلي رد بالقول: «اتركوني وشأني، وسأبذل أقصى جهدي على أرض الملعب». منذ بداية مسيرته، وحده مدرب منتخب إيطاليا الحالي تشيزاري برانديللي نجح في استغلال موهبة بالوتيللي بأفضل طريقة ممكنة. أما كوستا فيعاني من سوء صورته لدى الرأي العام بسبب طباعه الشرسة، فبعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الانضمام إلى صفوف منتخب إسبانيا الذي فضله على بلاده الأصلية البرازيل، فإن مدرب لاروخا فيسنتي دل بوسكي قد لا يريد جلب لاعب يمكن أن يؤثر سلباً على غرف الملابس، وذلك بعد اشتباكه مع مدافعي المنتخب سيرخيو راموس وألفارو أربيلوا في مباراتي الدربي في كأس إسبانيا. لكن إذا نجح بالوتيلي أو كوستا في قيادة فريقه إلى الدور ربع النهائي، فإن أحداً من أنصار الفريقين لن يكترث إلى مشاكساتهما على أرض الملعب.