سقط شهيد جديد للجيش اللبناني صباح أمس أثناء الكشف على عبوة ناسفة على طريق ترابية في خراج بلدة عرسال البقاعية غداة سقوط 6 شهداء وجريح له في جرود بلدة رأس بعلبك أول من أمس بكمين نصبه مسلحون سوريون يُعتقد أنهم ينتمون الى «جبهة النصرة». وفيما شيع الجيش شهداءه الستة الذين سقطوا الثلثاء، كثفت وحداته المعززة دورياتها المؤللة في جرود بلدة رأس بعلبك بحثاً عن مسلحين وتحسباً لعمليات تسلل جديدة للمسلحين من جرود القلمون، كما حصل أول من أمس حين استهدف المتسللون دورية في المنطقة، قبل أن ينسحبوا تحت قصف مدفعي الى الداخل السوري. (للمزيد) وبينما لقي الجيش التفافاً واسعاً من حوله من القيادات وكبار المسؤولين، فضلاً عن التضامن الشعبي معه في وجه الإرهاب أثناء تشييع الشهداء، برزت مسألة توقيف الجيش طليقة زعيم «داعش» (أبو بكر البغدادي) سُجى الدليمي، وزوجة أحد قادة «النصرة» في القلمون (أبو علي الشيشاني) عُلا جركس، اللتين اعتبرت الأوساط الرسمية أنه يمكن استخدام القبض عليهما ورقةً في المفاوضات في عملية مبادلتهما والضابط في «الجيش السوري الحر» عبدالله حسين الرفاعي بالعسكريين المخطوفين لدى التنظيمين المتشددين. وتبيّن وفق مصادر قضائية، أنه أوقف مع الدليمي ثلاثة من أولادها وليس ابنتها فقط. وتعددت الروايات حول واقعة أن الدليمي زوجة البغدادي، فبالإضافة الى ما قيل إنها طليقته، أشارت معلومات أخرى الى أنها بعد أن تطلقت منه تزوجت أحد قادة «النصرة» أبو عزام الكويتي الذي قتل في المعارك بسورية، قبل أن تعود لتستقر في لبنان. وباعتبار أن الدليمي عراقية الجنسية، صدر عن متحدث باسم الداخلية العراقية تصريح ل «رويترز» بأنها «ليست زوجة إبراهيم السامرائي المعروف بأبي بكر البغدادي، وأنها شقيقة عمر عبدالحميد الدليمي الذي أدين بتفجيرات في بغداد وصدر عليه حكم بالإعدام». إلا أن مصدراً قضائياً لبنانياً أكد عصر أمس أن نتائج فحص الحمض النووي التي أجريت على الدليمي أثبتت أنها زوجة البغدادي. وأوضح أن السلطات اللبنانية سبق أن تسلمت من السلطات العراقية الحمض النووي العائد للبغدادي وتمت مطابقته على الفحوص التي أجريت على الأولاد الثلاثة الذين كانوا برفقة الدليمي أثناء توقيفها وتأكد أنهم أولاد البغدادي، في حين أن الموقوفة لم تعترف حتى الآن بأنها إحدى زوجاته. ورد المصدر سبب إعلان وزارة الداخلية العراقية أمس أن الموقوفة ليست زوجة البغدادي، الى إمكان أن يكون الزواج غير مسجل في قيود الأحوال الشخصية العراقية، لافتاً الى أن الموقوفة هي نفسها التي كانت ضمن صفقة تبادل راهبات معلولا، وكانت حينها زوجة البغدادي. ونُقل عن الدليمي أنها امرأة قوية، تواجه المحققين بالإنكار والإصرار على أنها ليست زوجة البغدادي (خلافاً لما ذُكر أول من أمس بأنها اعترفت بأنها زوجة البغدادي). وإذ أكد المصدر القضائي أن توقيف الدليمي وجركس جرى بعد التنسيق بين مخابرات الجيش وبين جهاز مخابرات أجنبي من خلال رصد هاتفَيْ كل منهما واستخدام إحداهن وسيلة اتصال إلكتروني «سكايب»، أوضح أن جركس (سورية الجنسية) المشتبه بأنها زوجة أبو علي الشيشاني، تبدي بدورها عناداً في التحقيقات معها وتمتنع من الإدلاء بمعلومات، وأنه أوقف معها ولدان في بلدة حيلان- قضاء زغرتا. وصحح المصدر ما ذكر من معلومات عن أن زوجها المفترض علي الشيشاني اسمه أنس، وقال إن هذا الاسم يعود الى شقيقها أنس جركس، الذي سبق أن أوقف قبل زهاء شهر في لبنان، خلافاً لما ذكر بأنه أوقف معها. وقال المصدر إن أولاد الدليمي وجركس أودعوا في مركز رعاية تابع للجيش. وكان بيان ل «النصرة» صدر ليل أول من أمس هاجم الجيش لاعتقاله سجى الدليمي. وجاء في البيان: «حاولنا مراراً أن نفتح باب المفاوضات في ملف العسكريين إلا أن الجيش اللبناني أبى إلا أن يغلق هذا الباب تلبية لرغبات حزب اللات (الله) اللبناني، وها هي الحكومة اللبنانية تظهر ضعفها باعتقال النساء والأطفال وتهدد ذويهم...». وهددت «النصرة» بأنها «لن نكتفي بمقتل حمية (الجندي الشهيد الذي أعدمته سابقاً) والبزال (الذي تهدد بقتله منذ أيام)، بل سننتقم لكل عرض انتهك أو طفل ذبح أو شرّد...». وجاء هذا البيان بعد الكمين الذي نصب للجيش عصر أمس في جرود بلدة رأس بعلبك، وعشية انفجار العبوة التي زرعت في محيط بلدة عرسال وانفجرت بجنود عند اكتشافهم إياها صباح أمس، ما أدى الى استشهاد معاون أول وجرح جنديين. واستدعت التطورات الميدانية خلال الساعات الماضية عقد اجتماع مساء برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام لخلية الأزمة الوزارية المكلفة متابعة المفاوضات لإخلاء سبيل العسكريين المخطوفين، ناقش آخر المعطيات بعد توقيف الدليمي وجركس، وتهديدات «النصرة» الجديدة واستهداف الجيش. وترددت معلومات عن أن إجراءات الجيش الاحترازية في الجرود البقاعية شملت توقيف العديد من المشتبه فيهم للتحقيق معهم من اللبنانيين والسوريين. واستحدث الجيش مواقع جديدة له في الجرود تحسباً لعمليات تسلل من الجانب السوري. ومن جهة أخرى، أفادت معلومات من مدينة صيدا بأنه جرى توقيف 4 سوريين للاشتباه بعلاقتهم بأحمد الأسير.