رمى مدير مركز «الملك عبدالعزيز للحوار الوطني» في المنطقة الشرقية خالد البديوي، «الكرة» في ملعب جمعيات خيرية وجامعات ومؤسسات أهلية، إضافة إلى جهات حكومية، مؤكداً أنها «أدارت ظهرها للخطابات والدعوات التي وجّهت لها العام الماضي»، واتهام بعضها «المركز». وأقر البديوي، بعدم وجود «خطوط تواصل مباشرة» تجمعهم في هذه الجهات. وأشار إلى أنّهم بصدد مناقشة «الحدّ الأدنى للأجور»، بالتعاون مع وزارة العمل، وذلك من خلال عمل ندوات، بالاستناد على «مؤشرات ومعايير ودراسات خاصة» في الشأن ذاته. وقال البديوي، في تصريحٍ إلى «الحياة»: «إن جهات أخرى قامت بالتفاعل معنا، وتولينا الردّ عليهم»، موضحاً أن «الخطابات والدعوات تضمّنت اقتراحات لتقديم دورات وبرامج تطويرية. ولا زلنا نعمل معاً لتنفيذ برامج معيّنة». وأضاف «أرسلنا العام الماضي خطابات ودعوات إلى الجهات الخيرية، واقترحنا فيها تقديم دورات وبرامج تطويرية. ورد بعضهم وتفاعل، والبعض الآخر توقّف، والذين وافقوا وأبدوا تجاوبهم إلى الآن نعمل وإياهم على برامج معينة». واستبعد مدير «مركز الحوار» أن يكون «المركز» جهة قضائية، ويتلخّص دوره في المحاسبة، أو الرفع بأسماء الجهات التي لا تتفاعل معهم، أو إعادة مخاطبتها لمعرفة أسباب عدم التفاعل، التي رُبما يكون أحدها «عدم الثقة في فاعلية ما يقدمه المركز» طيلة الفترة السابقة، موضحاً «نحن لا نجبر الناس على التفاعل معنا، وبالكاد نغطّي الذين استقبلوا دعواتنا بالقبول. وننتظر الذين لم يتفاعلوا معنا بالانضمام إلى البرامج التي تم استحداثها». وأشار البديوي، إلى أن الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية والجهات الحكومية تضم «تنوعاً في القبائل والمذاهب والمناطق، ما دفعنا إلى طرق أبوابها»، عازياً السبب إلى «السعي لتدريب الموظفين ونشر القبول بينهم، والوصول إلى ثقافة قبول الآخر التي تضمن التعايش، وتصبح الروح الوطنية هي السائدة»، مبدياً أسفه لأن «بعضهم غير متفاعل حتى هذه اللحظة». وطالب الجهات التي لم يسبق لها التواصل مع المركز ب»المبادرة للإفادة من البرامج من خلال الندوات التي يقدمها مجموعة من مدربين المعتمدين»، موضحاً أن عدد الجهات «كثيراً، وليس بالسهل حصره». وعزا البديوي، أسباب عدم تفاعل الجهات مع دعوات المركز الوطني، والحضور إلى الندوات والدورات التدريبية والتطويرية الفترة السابقة، إلى أن «كثير من الجهات أخذها الانشغال في عملها المباشر، وذلك ما اضطرّها إلى الغياب في تطوير بيئة العمل، على رغم أن البرامج غير مكلفة، مادياً ومعنوياً، ولا تستنزف الوقت»، معتبراً المركز «جهة تطويرية تسهم في نشر الثقافة في المجتمع في أطيافه كافة». وذكر أن «بعض الجهات تفتقد إلى عنصر غائب بنسبة معينة، وقمنا بتطويرها من خلال الجانب الحواري، ما أضاف لهم»، عازياً السبب إلى أن لديهم «نسبة قبول»، كاشفاً أن المركز، بصدد «عمل لقاء عن الحدّ الأدنى للأجور في القطاع الخاص»، وذلك بالتعاون مع وزارة العمل، من خلال مشروع مشترك بالاستناد على مؤشرات ومعايير ودراسات خاصة في الشأن ذاته». يذكر أن مركز «الملك عبدالعزيز للحوار الوطني» قام أخيراً بتنظيم برنامج لتطوير مهارات الاتصال في الحوار لأكثر من 100 موظفاً من وزارة الصحة، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة بمحافظة الأحساء. وأوضح المركز في الشرقية، أن هذا المشروع في إطار «تحقيق أهداف المركز التي تسعى لنشر ثقافة الحوار وتحسين بيئة البيت والعمل والمجتمع، وذلك من خلال تنفيذ برامج وفعاليات تدريبية متعددة لترسيخ قيم الحوار، وتعزيز مهاراته كالإنصات إلى الأخر، وفهم الآراء المختلفة، وتقبل عرض وجهات النظر المنوعة ودعم هذه القيم، ونشر ثقافة التحاور ومهارته، إضافة إلى التدريب عليها وتطبيقها من خلال برامج تدريبية متطورة لنشر ثقافة الحوار».