أخلى معارضون للرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، مبنى بلدية كييف الذي احتلوه منذ شهرين، من أجل الاستفادة من عرض بالعفو قدّمته الحكومة. لكنهم تعهدوا احتلاله مجدداً، إذا أخلّت السلطات بوعدها. وكان إخلاء مبنى البلدية قبل اليوم، وفتح طرق أساسية، شرطين مسبقين وضعتهما السلطات لإسقاط كل الاتهامات الجنائية ضد ناشطين معارضين أُفرج عنهم بعد توقيفهم. وأعلن «قائد» المتظاهرين في مبنى بلدية كييف، رسلان أندريكو الذي ينتمي إلى حزب «سفوبودا» القومي، «إخلاء البلدية». وأبرم وثيقة تسليم البلدية إلى السلطة، مع السفير السويسري كريستيان شوننبرغر الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والذي دخل المبنى بعد إخلائه، قائلاً: «إن سويسرا كونها رئيسة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، دُعيت من طرفي النزاع إلى المشاركة في تسليم البلدية إلى السلطات». لكن أوليه هيليفي، النائب من حزب «سفوبودا»، حذر من أن المعارضة «تحتفظ لنفسها بحق احتلال المباني الإدارية مجدداً»، إذا لم تنفّذ الحكومة قانون العفو عن متظاهرين. أما أندريكو فاعتبر أن التخلي عن مبنى البلدية ليس تراجعاً، معلناً «بدء الثورة»، ورأى أن لا حلّ للأزمة في أوكرانيا، إلا باستقالة يانوكوفيتش وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة. وأشار رئيس المجلس البلدي لكييف فولوديمير ماكيينكو إلى أن مبنى البلدية «لم يشهد أضراراً»، معلناً عن أمله بأن يكون إخلاؤه «خطوة أولى على طريق تطبيعٍ للوضع». مبنى البلدية الذي كان المحتجون احتلوه مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي، كان يؤوي حتى إخلائه حوالى 700 متظاهر ينامون ويتدفأون فيه، كما أقاموا فيه مطعماً ومستشفى. المبنى الذي تحوّل «مقراً لقيادة الثورة»، بات مكاناً رمزياً جداً لحركة الاحتجاج. وما زال المتظاهرون يحتلون مباني أخرى، بينها دار النقابات التي لم تطلب السلطة إخلاءها. وقال نواب من المعارضة إن المحتجين انسحبوا من مباني البلدية في مناطق أخرى في أوكرانيا. وخلال تظاهرة في ساحة الاستقلال وسط كييف، شارك فيها عشرات الآلاف من أنصار المعارضة، أعلن أحد قادة الحركة الاحتجاجية أرسيني ياتسينيوك أن أعضاء بارزين في المعارضة الأوكرانية سيطلبون أثناء لقائهم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل اليوم، من الاتحاد الأوروبي مساعدة مالية والسماح للأوكرانيين بدخول أوروبا من دون تأشيرات. إلى ذلك، نفى سيرغي إيفانوف، رئيس ديوانِ الرئاسة في روسيا، اتهامات بتدخل بلاده في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، متحدثاً في المقابل عن «مئات من حالات التدخل السافر لساسة أوروبيين وأميركيين في شؤون أوكرانيا».