تزامناً مع الذكرى التاسعة لاغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، أُضيئت امس الشعلة المقامة في موقع التفجير الذي استهدفه مقابل فندق السان جورج في بيروت، في التوقيت نفسه. وتوالت المواقف من الذكرى، فقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: «كم نفتقد في هذه الظروف العصيبة حكمة الرئيس الشهيد في مقاربة القضايا الوطنية بروح الحوار المسؤول والصادق وبإيمان عميق بالعيش الواحد بين جميع أبناء هذا الوطن. وكم نتذكر في هذه المناسبة وقفاته الوطنية الاصيلة دفاعاً عن لبنان وجميع أبنائه». ورأى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام ان الذكرى تحل ّعلينا و«لبنان غارق في أزمة سياسية تعكس صورة قاتمة عما يمكن أن يكون عليه المستقبل». وقال في بيان: «نستذكر حكمة الشهيد الكبير وسعة أفقه ورؤيته الثاقبة التي يجب أن تكون نموذجاً لنا ودليلاً الى تغليب المصلحة الوطنية العليا على كل ما عداها». وأشار الى «اننا في حاجة اليوم الى إعادة الإعتبار للمبادىء السامية التي عمل على هديها الرئيس الشهيد وأولها التمسك بمشروع الدولة العادلة والقادرة، دولة القانون، الحاضنة لأبنائها، القوية بمؤسساتها الديموقراطية، والمتحصنة بقواها الشرعية المسلحة القادرة على بسط سلطتها على كل اراضي الوطن والذود عنه». وامل «أن تحقق المحكمة الدولية العدالة وتكرس مبدأ عدم الافلات من العقاب وتؤدي الى إلغاء الاغتيال من قاموس اللبنانيين السياسي». وجدّدت السفارة الأميركية لدى لبنان تأكيد دعمها ل «الجهود التي تبذلها المحكمة الدولية لمحاسبة المسؤولين عن أعمال العنف التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في لبنان». وقالت في بيان في حسابها على موقع «تويتر» أمس، «نتذكر ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري و21 آخرين، وفيما نحن نتابع جلسات المحكمة الدولية ندين استخدام العنف كأداة سياسية». وزار السفير الأميركي ديفيد هيل ضريح الرئيس رفيق الحريري، «متأملاً»، بحسب بيان السفارة، «في هذه الفترة من تاريخ لبنان»، وقدّم «واجب الاحترام إلى ضحايا هذا التفجير». ونظمت جمعية «نساء المستقبل»، برعاية رئيسة «مؤسسة رفيق الحريري» نازك الحريري، ندوة بعنوان «عدالة الحق»، في قاعة مسجد محمد الأمين، ووجّهت الحريري كلمة مسجلة قالت فيها: «اليوم يطوي الاستشهاد الكبير عامه التاسع، واليوم أيضاً، يشهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونحن معه ولادة فجر العدالة. إنها العدالة التي انتظرناها جميعاً، العدالة التي نريدها لا لثأر أو انتقام نريدها لتحمي لبنان»، لافتة الى انه اذا «أردنا العودة بوطننا إلى درب النهوض الذي بدأه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، علينا أن نلتقي جميعاً حول دولة موحدة دولة القانون والمؤسسات والديموقراطية، وأن نضع جانباً كل التجاذبات والاصطفافات السياسية وأن نلتزم بقواعد بناء وتدعيم الدولة الديموقراطية بمفهومها الواسع».