طمأنت السيدة نازك الحريري زوجها الرئيس السابق للحكومة اللبنانية الشهيد رفيق الحريري بأن «لبنان باقٍ كما عرفته عصيّاً على الشقاق ومساعي الفتن»، وعاهدته بأن «نُكمل مسيرتك كما أردت، بقيادة إبننا سعد، ومواقفه الوطنية الجامعة سيراً على خطاك». وقالت في كلمة متلفزة في المتحشدين، تضمنت الكثير من العواطف والحسرة على غياب «رفيق العمر»: «منذ جريمة اغتيالك أيّها الشهيد الغالي، واللبنانيون يواجهون تحدّيات كبيرة تقف دون مواصلة بناء الوطن، ولكنهم ما زالوا مصمّمين على تذليل العقبات، وتحقيق أهداف مسيرة الإنماء والبناء التي بدأتها معهم. وعهدنا لَكَ أنْ نُكمل مسيرتك كما أردت، بقيادة إبننا سعد، ومواقفه الوطنية الجامعة سيراً على خطاك، وعلى رغم التجاذبات السياسية، اجتمع اللبنانيون مجدّداً على ثوابتهم تحت لواء الدولة وحكومة الوحدة الوطنية». وقالت: «إنّ الأمنية التي أطلقناها عن لبنان الموحّد في الذكرى الرابعة من مولدك، تُترجَمْ اليوم في جو التآخي والتآلف الوطني، فالسُبل المفترقة التحمت معاً بإذنه تعالى، تحت راية الوفاق وصون الاستقرار والسلم الأهلي، والشعارات التي توزّعت لحين بين مؤيّد ومُعارِض، عادت صوتاً واحداً هو صوت الناس الذي ارتفع قبلَ 5 سنوات ليطالب بالوحدة الوطنية والحقيقة لأجل لبنان. إنّه الصوت المطالِب بالمحكمة لأجلك يا شهيد الوطن، ولسائر شهداء الاستقلال الثاني»، مؤكدة أن «لبنان يبقى كما عرفته عصيّاً على الشِقاق ومساعي الفتن، يطوي صفحات سوداً ليكتبَ سطوراً بيضاً على صحف المحبّة بين الإخوة في الوطن وفي الأمّة، وشعب لبنان الطيّب لن يخذلك يوماً، وسيدافع عن الحق والعدالة، عن الحرية والسيادة، ولنْ يستكين قبل أن يبلغ مراده، لأنّه شعب استحق بجدارة جائزة الأممالمتحدة التي فُزتَ بها عن مشروع إعادة لبنان، فأهديتها لجميع اللبنانيين تكريماً لتضحياتهم». وأشارت إلى أن تكريم الأممالمتحدة للرئيس الراحل قبل 6 سنوات، وأضافت: «اليوم أختارت الأممالمتحدة أنْ تجدّد تكريم الرئيس الشهيد بجائزة تحمل اسمه، هي جائزة رفيق الحريري للمستوطنات البشرية»، شاكرة للمنظمة الدولية «مبادرتها الكريمة، وكل الجهود التي تبذُلها في اطار المحكمة الخاصّة بلبنان تقديراً لرجل الدولة الذي التزم بالمبادئ الإنسانية للأمم، ودافع عنها».