اتهم مدير إدارة الإرشاد الطلابي في الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية الدكتور عبدالله الهدباء، برنامج التواصل الاجتماعي «واتساب»، بالإسهام في «ترويج الإشاعات والتقليل من إحساس البالغين بمن حولهم، نتيجة انشغالهم بقراءة كل شاردة وواردة في هذا البرنامج». وقال الهدباء في تصريح إلى «الحياة»: «إن البرنامج أحد تطبيقات الأجهزة الذكية التي أخضعت رؤوس البالغين وقللت إحساسهم بمن حولهم، نظراً لانشغالهم بقراءة كل شاردة وواردة فيه. على رغم أنها تصل إليهم بشكل مكرر ممل». وذكر الهدباء أن «المراهقين لا يدركون معنى التواصل من الناحيتين الدينية والاجتماعية. وأصبح الطلاب مهووسين بها، وبمتابعة آخر مستجداتها»، مضيفاً أن «الأمر تحول إلى إدمان في الفصول، والسيارات، وغرف النوم، وسفرة الأكل. ولا مفر منه، ولم يعد مقدوراً على الأسر والمدارس التحكم في استخداماتها». وأوضح أن هذا البرنامج «سلاح ذو حدين، إما الإفراط أو الاعتدال. ولكن ما يلاحظ أنه إفراط وتفريط، إذ أصبح الإهمال والسهر وكثرة الانشغال عما هو أهم من صفات معظم الطلاب»، لافتاً إلى أن الدراسات تشير إلى أن «استخدام «واتساب» بالطريقة الحالية، إهدار للوقت، ومكان رحب لانتشار الإشاعات والمعلومات المغلوطة والمواد الإباحية». ولفت إلى أنه لا يرى أن يكون ل «واتساب» دور في العملية التربوية والتعليمية، «إلا في أضيق الحدود، وفي تواصل المعلمين مع الطلاب. وهذا الأمر لا بأس به، إذا كان بمعرفة أولياء الأمور، شريطة أن يبنى على علاقة مهنية محدودة، يمكن من خلالها تبادل بعض المعلومات المهمة التي يستفيد منها الطالب». وأضاف الهدباء «لا أعتقد أن التواصل من طريق هذا البرنامج يقلل من هيبة واحترام المعلمين، إذا كان ذا هدف. إلا إذا تحول إلى مكان لتبادل السخرية والأشياء غير المفيدة». وأشار إلى أن المعلم الحقيقي هو «من يبدأ بنفسه، ويحذر من حمل الأجهزة في القاعات الدراسية، وأن يستغل هذا بتوثيق علاقات الطلاب مع بعضهم، وتغيير اهتماماتهم، مع مراعاة ألا تكون شغلهم الشاغل، على حساب الأولويات».