فعّل عدد من العاملين في سلك التعليم العام والتعليم العالي، طرقاً مختلفة للتواصل مع طلابهم أو أولياء أمورهم، وذلك عبر التواصل الشخصي خارج إطار البيئة المدرسية أو الجامعية، من خلال عدد من برامج التواصل الاجتماعي المختلفة على أجهزة الموبايل. في محاولة لتخطي المعضلة التي تشكو منها الأوساط التربوية، والمتمثلة في «ضعف التواصل بين البيت والمدرسة». ويأتي برنامج «واتساب»، كأحد أبرز البرامج التي أسهمت في «فتح قنوات التواصل التقنية الجديدة مع الأهالي». فيما تشكل «مجموعات» هذا البرنامج فصولاً مفتوحة للنقاش العام، وطريقاً للتواصل مع الطلاب أو ذويهم بشكل مستمر، إضافة إلى توضيح المشكلات والعوائق التي يتعرض لها الطلاب في مراحلهم الدراسية بشكل «سريع وعملي». وتمكنت سعاد الغامدي، من معرفة أن ابنتها جنى، التي تدرس في الصف الثاني الابتدائي، تعاني من «صعوبات بسيطة» في مادة الرياضيات، بعد أن تلقت «إضافة» من مجموعة خاصة في برنامج التواصل الاجتماعي «واتساب»، التي أنشأتها إحدى معلمات ابنتها. وضمت هذه المجموعة أمهات الطالبات في الفصل ذاته. وأخبرت المعلمة، سعاد بوجود «صعوبات» لدى الطالبة. ما دفع الأم إلى الحديث مع المعلمة عبر الرسائل الخاصة في هذا البرنامج، لمعرفة تفاصيل أكثر حول هذه «الصعوبات». واكتشفت الغامدي أن ابنتها «تعاني من بعض الصعوبات في حل المسائل الرياضية، بسبب إهمال المتابعة المنزلية». واستعانت الأم في هذا البرنامج، «للتواصل اليومي مع معلمة المادة، لمعرفة أي قصور، أو متطلبات يمكن تنفيذها، من أجل أن تتجاوز ابنتي هذه المرحلة»، مضيفة أن «التواصل من طريق هذا البرنامج أسهم في اكتشاف بعض الأخطاء التعليمية التي كنت أعتمد عليها في تعليم ابنتي. فيما ساعدتني معلمة المادة عبر رسائلها اليومية، وتواصلها المستمر، في تجاوز هذه المرحلة بنجاح». بدورها، أوضحت التربوية ماجدة السليماني، أن «التكنولوجيا أضافت الكثير إلى المعلمين». وقالت إلى «الحياة»: «عرفت من خلال تواصلي مع طالباتي، وبخاصة في «القروبات»، أني أصل إلى قلوبهن وعقولهن بأسرع أسلوب تعامل في الحياة، من خلال عبارات راقية، أبعثها لهن تذكرهن بواجباتهن الدينية والمداومة عليها، وحثهن على التعامل الراقي فيما بينهن ومع الناس، ووجدت استجابتهن لما يطلب منهن ممتازة، وبخاصة فيما يخص تحصيلهن العلمي». وأضافت السليماني أن «التواصل مع الطالبات بالهاتف يزيد الألفة والاحترام، خصوصاً إذا كان المعلم قدوة حسنة لطلابه. وكان نموذجاً في حسن الخلق». وأضافت «من تجربتي بالتواصل مع طالباتي، سواءً من طريق «واتساب» أم الهاتف، استطعت تكوين صداقات معهن، وتواصل محترم أضعه تاجاً على رأسي من شدة فخري واعتزازي بهن، وبتواصلي معهن». وذكرت أن «التكنولوجيا حققت الكثير من الجوانب الإيجابية، وبخاصة بين المعلم وطلبته، من خلال تكوين علاقات ودية، تستمر حتى بعد تخرج الطالب، وتكسر حاجز الخوف من التعامل مع المعلمين، وإفساح المجال في تعميق أواصر الود والاحترام والتقدير فيما بينهم، وغرس قيم ومبادئ في نفوسهم، حتى يتمكنوا في المستقبل من التفاعل مع شرائح المجتمع بكل ود وتقدير». بدوره، أكد رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات في «غرفة الشرقية» المهندس هيثم أبو عائشة، أن «واتساب» يتربع حالياً، على قمة برامج التواصل الاجتماعي المختلفة»، مشيراً إلى أن هذا التقدم لتطبيق «واتساب» على بقية التطبيقات يأتي بسبب «الخصوصية وحجم الاستخدام». وأضاف أن «تطبيق الواتساب يعتبر الآن وسيلة اتصال هامة وليس وسيلة ترفيه كما كان في السابق». وأضاف أبو عائشة، في تصريح إلى «الحياة»، أن «واتساب» يتربع حالياً على عرش التطبيقات في الاتصال والمعلومات الذكية»، لافتاً إلى أن «عدد مستخدميه لا يقل عن 90 في المئة من مستخدمي أجهزة الاتصال الذكية».