أعلنت وسائل إعلام قريبة من الحكومة السورية أمس، أن الجيش النظامي حقق «تقدماً نوعياً» في اتجاه مدينة يبرود الاستراتيجية التي يتحصن فيها مقاتلو المعارضة في جبال القلمون شمال دمشق، في وقت أعربت الأممالمتحدة عن قلقها من الحشد العسكري قرب يبرود وقالت إنها تخشى «هجوماً كبيراً» للقوات الحكومية، وشددت على أن دمشق عليها واجب قانوني للسماح للمدنيين بالمغادرة. وتحدثت مواقع إعلامية تنشر أخبار النظام عن «تقدم نوعي للجيش في الساعات القليلة الماضية باتجاه يبرود»، مشيرة إلى أنه بات «يسيطر على سلسلة تلال ضهرة العقبة المشرفة على يبرود» و «فرض سيطرة تامة على المعابر مع لبنان». أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأشار إلى أن الطيران الحربي نفّذ غارتين على مناطق في بلدة مسرابا وأطراف بلدة المليحة، في ريف دمشق، ما أدى إلى سقوط جرحى، لافتاً إلى أن الغارات «ترافقت مع قصف القوات النظامية مناطق في بلدة مسرابا ومنطقة الجبل الشرقي من مدينة الزبداني ومناطق في مدينة يبرود وسط قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة زاكية وأنباء عن شهداء وسقوط جرحى». وأثار تقدم القوات الحكومة نحو يبرود مخاوف لدى وكالات الأممالمتحدة في جنيف. ونقلت «رويترز» عن روبرت كولفيل الناطق باسم مكتب حقوق الإنسان بالأممالمتحدة في إفادة صحافية: «تلقينا تقارير من داخل سورية أن هناك العديد من الهجمات الجوية والقصف مع حشد عسكري حول المدينة (يبرود) مما يشير إلى هجوم بري كبير ربما يكون وشيكاً» على المدينة التي يقطنها من 40 إلى 50 ألف نسمة. أما ميليسا فليمنغ الناطقة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقالت للصحافيين إن 500 إلى 600 عائلة فرت بالفعل من يبرود ووصلت إلى عرسال في لبنان «خوفاً من هذا الهجوم». وأضافت أن المفوضية «تستعد لتدفق كبير» عبر حدود لبنان. وفي ريف حمص، قال مصدر عسكري حكومي إن وحدات من الجيش «قضت على 24 إرهابياً وأصابت آخرين في قرية الزارة بريف تلكلخ بمحافظة حمص وبعضهم من جنسيات لبنانية». وتستخدم الحكومة السورية وصف إرهابيين على مقاتلي المعارضة. في غضون ذلك، أفاد «المرصد» أن سيارة ملغومة قتلت ما لا يقل عن 18 شخصاً قرب مسجد في بلدة اليادودة في ريف درعا قرب الحدود مع الأردن. واكتفت «الإخبارية السورية» بالإشارة إلى «انفجار سيارة مفخخة قرب أحد الجوامع في بلدة اليادودة بريف درعا ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين». وفي محافظة حلب ذكر «المرصد» أن مسلحي المعارضة حفروا أنفاقاً تحت فندق كارلتون في حلب القديمة بشمال سوريا وقاموا بتفجيرها مما ادى إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة جنود. وأقرت وسائل إعلامية حكومية سورية بوقوع التفجير تحت فندق كارلتون، لكنها أشارت إلى مقتل جنديين فقط. وكتب «المرصد» قائلاً إن «الكتائب الإسلامية المقاتلة حفرت عدة أنفاق في محيط وأسفل فندق كارلتون الذي تتمركز فيه القوات النظامية وفجرت عدداً منها صباح اليوم (الجمعة)». وأضاف أن التفجير «أدى لتضرر جزء من الفندق ومقتل ما لا يقل عن 5 عناصر من القوات النظامية وإصابة 18 آخرين بجروح». من جهة أخرى، أشار «المرصد» إلى «معلومات مؤكدة عن إعدام الدولة الإسلامية في العراق والشام 13 مواطناً على الأقل في معهد الكهرباء وإلقائهم في بئر المعهد قبل انسحابها من بلدة حريتان»، لافتاً إلى أن القتلى «من أقرباء مقاتلين في الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وبينهم عدة مقاتلين من الكتائب المقاتلة كانوا قد اعتزلوا القتال ضد الدولة الإسلامية واعتقلتهم الدولة في وقت سابق». وفي ريف حلب أيضاً، أشار «المرصد» إلى سيطرة «الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة على بلدات وقرى حريتان ورتيان وكفرحمرة وباشكوي وتل صيبين إثر انسحاب مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى مدينة أعزار التي تدور اشتباكات عنيفة في محيطها بين مقاتلي الدولة الإسلامية من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة وسط استقدام الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة تعزيزات عسكرية إلى المنطقة». وفي محافظة الرقة، أعلن «المرصد» مقتل «قيادي في لواء مقاتل ومساعده إثر مداهمة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام لمكان تواجدهما بريف الرقة... كما قتلت الدولة الإسلامية أربعة رجال أكراد ليل (أول من) أمس قالت إنهم من المقاتلين الأكراد».