لجأ سامر عبدالله إلى «حيلة مُبتكرة» لإيصال هدايا وقطع ذهبية إلى صديقته في عيد الحب (الفالنتاين)، حين طلب من عامل فيليبيني في محل متخصص في تغليف الهدايا في مدينة الدمام، تغليف هداياه بغلاف أزرق، مع بعض «الورود الحمراء»، شريطة أن توضع داخل الصندوق ذاته. وقال سامر (24 عاماً): «أبلغت العامل أن صديقتي هي التي ستأتي لتسلم هذه الهدية عصر الجمعة (اليوم)». وبرر لجوءه إلى استخدام اللون الأزرق «للتمويه على المعترضين، الذي سيتخصصون في مراقبة الناس في هذا اليوم تحديداً. فيما ساعدني في الاطمئنان خبرة العامل في هذا الجانب». ويعيش شباب سعوديون «هاجساً كبيراً»، بسبب الضوابط التي تفرضها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا اليوم تحديداً، وذلك بسبب منع هذه الاحتفالات، ومنع بيع الورود الحمراء، والهدايا التي تشير إلى الاحتفال ب«الفالنتاين». فيما قلل آخرون من «سطوة المحتسبين» في هذا اليوم، بعد أن قل الجانب الاحتسابي في «عيد الحب» العام الماضي، وتم السماح ببيع الورود الحمراء في بعض مناطق المملكة من دون مضايقة. ويتسابق «عشاق» وغيرهم على الاحتفال في هذا اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فيما بدأت احتفالات هذا اليوم باكراً، بعد أن أطلق شعراء شعبيون قصائد رمزية، وتبادل المثقفون نصوص «الغرام» لعدد من الشعراء الماضين، في مقدمهم نزار قباني عبر وسم «#عيد-الحب»، الذي تحول إلى «ساحة مماحكات» بين الأطراف المتضادة. ولم يخلُ هذا الوسم من ممارسة «الكوميديا السوداء» من كلا الطرفين. وقال محمد الخليفة: «إن عدداً من السعوديين يحيون «الفالنتاين» في هذا اليوم تحديداً، سواءً من خلال الحيل الخاصة بإيصال الهدايا، أم من خلال الاحتفال افتراضياً في مواقع التواصل الاجتماعي»، مشيراً إلى أنه يحتفل مع زوجته في هذا اليوم كل عام. وأضاف: «لقيت معارضة من بعض أفراد أسرتي، إلا أنني استطعت أن أكسر بعض الحواجز العاطفية مع زوجتي، من خلال هذه الذكرى السنوية التي تمر علينا»، وسأل: «ما مبررات منع الاحتفال في هذا اليوم؟ إذا كانت هناك ممارسات تخدش الحياء، أو تمارس بخلاف القانون، فهذا أمر آخر، أما أن تتم محاسبة كل فرد اشترى ورداً أحمر، أو احتفل مع زوجته في مكان عام، مثل المطاعم أو المتنزهات، فهذا أمر يحتاج إلى إعادة نظر». فيما قال الشاب سامر عبدالله: «إن الجميع يمارس الحب مع من يحب، سواء كان في هذا اليوم أم غيره، لكن هذا اليوم مختلف، لتجديد الوفاء أو لتجديد العهد في هذه العلاقة»، موضحاً أن «الأساليب التي يلجأ لها المحتسبون في هذا اليوم أصبحت بالية، فجميع العشاق يلجأون إلى إيصال الهدايا لمن يحبون بطرقهم الخاصة، ويحتفلون بطرق مختلفة، لا يتوقعها معارضو هذا اليوم»، مشيراً إلى أن «معظم الحيل التي يلجأ لها الشباب تتمثل في تغليف الهدايا في المحال، وتحديد موعد لتسلمها من جانب الطرف الآخر».