على رغم الرقابة الصارمة إلا أن محال بيع الهدايا والورود حققت مبيعات عالية تصل إلى 100 في المئة، قبل أيام من حلول «عيد الحب» من دون الحاجة إلى زيادة أسعارها، إذ يبدو أن السعوديين باتوا يعرفون كيف يتعاملون مع الحظر الذي تفرضه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على «اللون الأحمر». وقال صاحب أحد محال الهدايا علي تركي: «على رغم تضييق الهيئة وحظرها بيع الهدايا الخاصة في هذا اليوم، التي تجد إقبالاً من الكثيرين من الذكور والإناث سعوديين كانوا أم مقيمين، إلا أنهم يجيدون التعامل مع الحظر من خلال شراء ما يريدون من دببة وتحف وإكسسوارات مصطبغة باللون الأحمر». وعن استعداده ليوم الحب، أوضح أن الجميع بات يعرف ما ستقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي الجولات التفتيشية على المحال باليوم الذي يسبق 14 شباط، وبعده بيوم، وكان الإقبال من بداية الشهر. خطوات استباقية يقوم بها زبائن التركي، خصوصاً من النساء اللاتي يقبلن على شراء باقات الورد (تصل أسعارها إلى ألفي ريال)، فبحسب صاحب محل الهدايا فإنهن يأتين لشراء الورد قبل ثلاثة أيام، ويسألن عن طريقة حفظه وبقائه محتفظاً برونقه. في حين أن الشباب هم الأكثر إقبالاً على الإكسسوارات الحمراء التي تزين بها باقة الورد، وإن لم تكن تحوي وروداً حمراء، فرجال الهيئة يمنعون محال الهدايا والورود من عرض كل ما اقترب لونه من الأحمر، والمصادرة جزاء من يجرؤ على فعل عكس ذلك. وتابع التركي: «في هذا اليوم نتجنب المشكلات ونعمل على إزالة جميع الورود الحمراء والإكسسوارات... حتى ورق التغليف، إذ إن رجال الهيئة يبحثون داخل المحل عن كل شيء مرتبط بالأحمر، حتى المستودع الخاص بالمحل يتم تفتيشه، وكذلك الدواليب تحسباً منهم أننا نخفي شيئاً». ولا ينكر محمد خان (بائع في محل للهدايا) ضعف الإقبال على شراء الهدايا في يوم الحب، خوفاً من الوقوع في مشكلات مع رجال الهيئة، مشيراً إلى أن كثيراً من الزبائن لم يعد يعنيه الاهتمام باللون الأحمر تحديداً، إذ بات بعضهم يشتري هدايا بألوان أخرى بهذه المناسبة. وأوضح أنه مع الدخول في شهر شباط (فبراير) ترتفع نسبة المبيعات بشكل قياسي، حتى اليوم ال13 من الشهر، إذ تنهار المبيعات بشكل كبير، منوهاً إلى أن معظم المحتفلين بهذا اليوم يحتفلون بعيد الحب ويشترون الهدايا في الثلث الأول من شباط. وفي الوقت الذي يشير فيه خان إلى أن مبيعاته هذا الشهر ارتفعت 100 في المئة، ينفي وصول أي تعميم يحظر بيع الورد الأحمر في هذا اليوم، «وإنما نعلم في هذه الأيام أن الهيئة تقوم بجولات ميدانية تمنع فيها بيع كل ما يتعلق باللون الأحمر». بيع سري وكشف خان عن عمليات بيع سرية للورد «كي لا نقع في الخسارة، نستقبل الطلبات من خلال الهاتف، ويتم تأمينها في شكل سري خصوصاً لعملاء المحل»، لافتاً إلى أن أسعار الورد الأحمر في يوم الفالنتاين كانت تصل في السابق إلى 25 ريالاً ويرتفع إلى أكثر من ذلك في يوم عيد الحب، فيما تصل أسعار السلع المختلفة مثل الدببة الحمراء والحيوانات الأخرى التي تحمل اللون الأحمر إلى 100 ريال و200 ريال بحسب أحجامها الصغيرة، أما الآن فالوضع تغير تماماً. من جهته، ذكر مالك محل للورود (فضل عدم ذكر اسمه)، أن غالبية محال الورد تغلق أبوابها مع اقتراب عيد الحب كي لا تقع في مشكلات مع رجال الهيئة، في حين أن الدخل لا يتأثر كثيراً، «لأننا نعوض قلة الزبائن برفع أسعار الزهور خصوصاً الحمراء». وأشار إلى أن معظم أصحاب المحال لديهم الكثير من الزبائن المعروفين منذ سنوات طويلة، ويتم التعامل معهم عبر الهاتف وإيصال الزهور وهداياهم الخاصة في عيد الحب إلى من يرغبون في اليوم ذاته من دون أي مشكلات، وبعيداً عن أعين أفراد الهيئة. وكشف كذلك أن أصحاب محال الورد خلال هذه الفترة «لا يستخدمون سيارات التوصيل الخاصة بالمحال، لأنها قد تتعرض للتفتيش، لذلك يفضلون استخدام سياراتهم الخاصة أو التعامل مع بعض سائقي التاكسي لإيصال الطلبات». لكن يبدو أن مصائب قوم عند قوم فوائد، فمحال بيع الحلويات والكعك تحظى في السنوات الأخيرة في هذا اليوم بإقبال كبير، عن ذلك، يقول مالك أحد المحال المتخصصة في «الكوب كيك»: «ربما ساهم الحظر الكبير على أصحاب محال الورد والهدايا في جعل الإقبال على محال الكوب كيك والشكولاتة كبيراً لمنع الإحراج، وخلال هذه المناسبة استقبلنا طلبات من ذكور بكميات كبيرة، إذ إن نسبة المبيعات زادت تقريباً إلى النصف لتوصيلها». في يوم «الحب»... كل الطرق تؤدي إلى «الأحمر»! سعوديون يقاطعونه تضامناً مع سورية النقود... بديلاً عن الزهور الاحتفال ... بين التقليد والرغبة