«لا يوجد طريق مختصر لتحقيق النجاح، إنها قصة تتجزأ فصولها بين الشغف وتحمل الصعاب والاستمرارية»، جملة تختصر من خلالها مصممة القصور والفلل الأميركية الطموحة بيرلا ليتشي، قصة نجاحها وتفوقها، لتثبت بعد مرور ثلاثة عقود أن أحد أسباب جني الملايين، «الثقة» التي منحت اسمها «القدرة على الاستمرار في كل بقعة انتقلت إليها» بحسب قولها. ولدت بيرلا، في المكسيك، وفي سن المراهقة المبكرة رحلت مع عائلتها إلى الولاياتالمتحدة الأميركية. واكتسبت من والدتها ولعها الشديد باقتناء الأشياء المزخرفة والمفروشات التقليدية والزينة. وتقول: «كبرت والعشق جزء مني». كان لديها شغف كبير بالتصاميم الجميلة المختلفة التي تلفت الأنظار». ولشدة ولعها بتصاميم الأزياء، شاركت أثناء الدراسة الثانوية في مسابقة، وفازت فيها، ما أهّلها لنيل منحة دراسية كاملة من معهد الفنون في فورت لودرديل، إذ بدأت مسيرتها في عالم التصميم، وما زالت قريبة جداً من معهد الفن، وخدمت في مجلس إدارته. ولم يكن هناك بُدٌ من استدراجها للحديث عن عالم أصحاب القصور والفلل الرحبة، طمعاً في الحصول على بعض أسرار العائلات «الرفيعة» التي تتعامل معهم، وسر الثقة التي جمعتها بهم. وتقول بيرلا، التي التقت بها «الحياة» على هامش مشاركتها في أسبوع البحرين للتصاميم العالمي 2013: «إن هذا الأمر زاوية مثيرة للاهتمام». فيما يبدو أن لها رأياً خاصاً في ذلك، موضحة «ليس من طبيعة عملي الاهتمام بشخص العملاء مهما كانوا أثرياءً أو مشاهير». وبدت بيرلا، وكأنها تسطر درساً في أخلاقيات العمل يستوجب الاهتمام، وأجابت برصانة وجدية «تتجلى مهمتي في التركيز على دوري المهني الذي يخلق من التصميمات الداخلية أفضلها، سعياً لتكون ملائمة مع جميع الأذواق وأنماط حياتهم كعملاء، وليس في شكل خاص. ويحدث ذلك حين يطّلعون على صور ما صممته سابقاً على مر السنين، هؤلاء يعرفونني كاسم وشركة، ويثقون في اسمي لخبرتي في المجال، ولشغفي الكبير في تحقيق أحلامهم التي يحلمون بها في بيوتهم». وترتبط بيرلا، بعلاقة «ودية» مع زبائنها في الأماكن التي يجمعها بهم تحقيق الحلم، «كل أصحاب البيوت التي صممتها يدعوني للعشاء في الأعياد والمناسبات المختلفة. وتجمعني بهم صداقة». وترى أن الشرق الأوسط اختارها، كمحطة نزحت إليها بعد أعوام من العمل في عواصم أخرى. وأوضحت أنه «حين جئت إلى هنا، بحثاً عن أفكار وأشياء وفرص استثمارية جديدة، أدركت أنني عثرت على الناس والثقافة التي كانت مطابقة في شكل فريد مع مواهبي وتصاميمي، وعندما رأيت العمارة التي لا تصدق في البناء والتطوير الذي يحدث في دبي، أدركت أن هذا هو المكان الأنسب لي، والآن انظروا إلى ما حدث، فدبي بالتأكيد واحدة من العواصم الرئيسة في العالم، حيث النمط والفخامة. لذلك كنتُ في المكان المناسب في الوقت المناسب». وحول الفارق الذي تحولت إليه في التعامل مع شخصيات عربية في مكان عربي، وكيف تخطت صعوبة التغيير في الانتقال، تقول: «شعرت بجاذبية منذ الوهلة الأولى، واستمتعت بالتعرف على الثقافة والتراث المختلف، وأحببت التعامل مع العالم العربي، وكانت ميزة كوني امرأة، لأنني يمكن أن أتحرك بحرية في منازل عملائي، ما يساعد على جعل الأماكن الأكثر خصوصية أفضل من خلال التصميم». وتتطرق بيرلا، إلى أحلام العربي في مملكته، «الكل يتمنى أن يكون في بيته كالملك أو الملكة، وهذا في العالم بأكمله، والعرب هنا مثل كثير من الأغنياء في العالم، يحبون التفاصيل الكثيرة التي تمتاز بالشياكة والكلاسيكية والزينة المعمارية، والدهانات الغنية، واستخدام دهانات الذهب والفضة واللمسات المختلفة. نعم، كل شيء لديه نوع من الجودة الملكية». ويستهويها من التصاميم «العصور الإسلامية والطراز الإسلامي التي أستخدمها كثيراً في تصاميمي». بينما يفضل عملاؤها العرب «المجالس المغربية كثيراً، حيث قمت بعمل تصاميم مغربية كثيرة في الفترة السابقة». فيما لا يخلو عملها من «طلبات غريبة نوعاً ما»، وذكرت على سبيل المثال «الكل يأتي بأحلام عن بيوتهم، وأنا أسعى دائماً لجعل أحلامهم حقيقة. وصممت أخيراً مرآباً خاصاً لأحد عملائي، لعرض تشكيلة سياراته الخاصة الفخمة، كما قمت بعمل قاعة اجتماعات على هيئة طاولة هيباتشي لرجل أعمال، يمكن لهذا الرجل الآن إجراء الاجتماعات التجارية في هذه القاعة، في حين أن طاهي الهيباتشي يقوم بإعداد الوجبات». وأشارت إلى أنها لم تقابل موقفاً معيناً يجعلها ترفض زبوناً ما، بسبب الشروط. وحول الوقت الذي تستغرقه في تصميم القصور أو الفلل، قالت: «بحسب حجم المشروع والمدة الزمنية المرادة من المالك، فبعض عملائي يجهزون بيوتهم على مراحل مختلفة، طول الفترة الزمنية للمشروع. ويمكن أن تختلف من شهرين حتى تصل إلى خمس سنوات للمشاريع الكبرى. وكل هذا يتوقف على مستوى التفاصيل والحجم الكلي للمشروع».