توجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء في جولة خاطفة إلى شرق آسيا وعلى جدول أعماله الأزمة مع كوريا الشمالية والتغير المناخي والتوترات في بحر الصين. وهذه الجولة الجديدة التي تستمر حتى 18 شباط (فبراير)، والخامسة في غضون عام في هذه المنطقة التي تقدمها واشنطن على انها "محور" سياستها الخارجية، ستبدأ في سيول وستخصص للملف الكوري الشمالي. وسيصل وزير الخارجية الاميركي الخميس الى عاصمة كوريا الجنوبية غداة لقاء بين وفدي الكوريتين، هو الاول على هذا المستوى الرفيع منذ العام 2007 وسيتناول استئناف برنامج الزيارات العائلية التي قسمتها الحرب الكورية. والعلاقات في شبه الجزيرة الكورية مع الولاياتالمتحدة توترت مجدداً بشكل كبير بعد الغاء كوريا الشمالية زيارة موفد أميركي كان يفترض أن يعمل على الإفراج عن أميركي والإعلان عن جدول المناورات العسكرية التي تجريها سنوياً الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية والتي تندد بها بيونغ يانغ. من جهتها، لم تتوقف واشنطن عن المطالبة بالافراج عن كينيث باي وهو اميركي كوري حكم عليه بالاشغال الشاقة 15 عاما العام الماضي لاسباب لا تزال غامضة. واعربت الخارجية الاميركية عن استيائها الثلثاء بعد الغاء بيونغ يانغ دعوة مفاوض اميركي لزيارتها. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينيفر بساكي الثلثاء ان "كوريا الشمالية تحاول ربط الافراج عن كينيث باي بالمناورات العسكرية والقضيتان غير مرتبطتين". من جهة اخرى، تمارس بيونغ يانغ حالياً الضغط على خصومها الكوريين الجنوبيين والأميركيين من أجل استئناف المفاوضات السداسية (الولاياتالمتحدة والكوريتان وروسيا والصين واليابان) التي ترمي الى عدولها عن برنامجها النووي مقابل حصولها على مساعدة في مجال الطاقة خصوصا. وسيطغى الملف الكوري الشمالي أيضاً على المحادثات أثناء المحطة المقبلة لكيري في بكين المقربة من بيونغ يانغ. وسيبحث كيري أيضاً مسألة التغير المناخي مع إحدى الدول الكبرى من حيث انبعاثات الغازات الدفيئة. وسيثير كيري مسألة الأمن البحري في بكين ثم في جاكرتا في إشارة الى التوترات بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية ودول جنوب شرق اسيا والناجمة من مطالب حدودية في بحر الصين الشرقي وبحر الصينالجنوبي. وفي هذه النزاعات الحدودية المتعددة، ترفض واشنطن الوقوف إلى جانب أي من الدول الاسيوية. وسينهي جون كيري جولته في أبو ظبي حيث سيكون النزاع في سورية وعملية السلام الاسرائيلية- الفلسطينية عموماً على جدول محادثاته. وبدأت صباح الأربعاء مفاوضات بين مسؤولين من كوريا الجنوبية وآخرين من الشمال في أول اجتماع رفيع المستوى يعقد بين الكوريتين منذ 2007 مما يثير آمالاً في إمكان تعاونهما قبيل الاستئناف المرتقب للقاءات العائلات التي فرقتها الحرب قبل ستين عاما. وبدأت المفاوضات في بلدة بانمونجوم الحدودية، المكان المعتاد للقاء وفدي البلدين الجارين. واستمر اجتماع الصباح تسعين دقيقة، ثم التقى الجانبان مرة ثانية بعد ظهر اليوم. ويتناول اللقاء "مواضيع مهمة" بينها استئناف برنامج لقاءات العائلات، كما اعلنت الثلثاء وزارة التوحيد الكورية الجنوبية التي رفضت الحديث في التفاصيل. والجلسة الاولى التي استغرقت 90 دقيقة في الفترة الصباحية، تلتها بعد الظهر مناقشات استمرت ثلاث ساعات عقد في نهايتها رئيسا الوفدين لقاء على انفراد. ويترأس الوفد الكوري الجنوبي كيم كيو هيون ارفع مسؤول في مجلس الأمن القومي. وقد أوضح أن هدف سيول من هذا الاجتماع هو التأكد من ان لقاءات العائلات ستتم بحسب البرنامج المتفق عليه. وكانت لقاءات بين عائلات فرقتها الحرب علقت منذ ثلاثة اعوام بسبب عودة التوتر في شبه الجزيرة الكورية. والغت بيونغ يانغ لقاءات كانت مرتقبة في ايلول (سبتمبر) الماضي في اللحظة الاخيرة. اما الوفد الكوري الشمالي فيترأسه وونغ تون-يونغ نائب رئيس الهيئة المسؤولة عن العلاقات بين الدولتين الجارتين. وستطلب بيونغ يانغ خلال اجتماع الاربعاء على الأرجح إلغاء المناورات العسكرية المشتركة الاميركية الكورية الجنوبية التي تجري سنويا وستبدأ هذه السنة في 24 شباط (فبراير) الجاري. وقال كيم كيو-هيون انه يبدأ هذه المحادثات "بانفتاح من اجل فرص اطلاق فصل جديد في شبه الجزيرة الكورية". ولم يحدد ما اذا كان البحث سيتطرق الى البرنامج النووي الكوري الشمالي في هذا الاجتماع. وهو اول لقاء على هذا المستوى الرفيع منذ الاجتماع الذي عقد بين مسؤولين كبار من الكوريتين في 2007.