أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أغلو الثلاثاء استعداد أنقرة التعاون استخباراتياً مع تونس حول ملف المقاتلين التونسيين في سورية، وشدد على أن سورية هي للسوريين، ويتعيّن على الأجانب الذين يقاتلون في صفوف المعارضة المُسلحة مغادرتها. وأفاد أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره التونسي منجي الحامدي أنه بحث "هذا الموضوع" مع الحامدي، قائلاً "نحن جاهزون لتقديم التعاون ليس فقط للحكومة التونسية بل لجميع الحكومات" في دول أخرى يقاتل مواطنوها في سورية. والشهر الفائت، أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو أن أجهزة الأمن في بلاده ستضع المقاتلين التونسيين العائدين من سورية "تحت المراقبة" تحسباً من تنفذيهم أعمالاً "إرهابية" في تونس. وفي الرابع من شباط/فبراير 2014، أعلن بن جدو أن أجهزة الأمن التونسية أوقفت منذ مارس/آذار 2013 وحتى الشهر الحالي 293 شخصاً، قال إنهم "متورطون" في شبكات تسفير تونسيين إلى سورية. وأضاف الوزير التونسي أنه تم منع "ثمانية آلاف فتاة وشاب" تونسي من السفر الى سورية تحت مسمى "الجهاد". ويدخل "الجهاديون" التونسيون الى سورية عبر تركيا التي يصلون اليها في رحلات جوية تنطلق من تونس أو ليبيا المجاورة، غير أن أوغلو قال إن بلاده "لا تسمح لأي أجنبي بالدخول إلى سورية عبر أراضيها"، وأضاف أن السلطات التركية تعمل على منع عمليات عبور الأجانب إلى التراب السوري، بمن فيهم التونسيين، "لأن سورية للسوريين". واعتبر وزير الخارجية التركي ان الأمور ستكون "أفضل" إذا "أعاقت الحكومة التونسية خروج (المقاتلين) التونسيين من تونس". وقال "لكن في حال خروجهم من تونس وتوجههم الى تركيا، وفي حال تقديم المعلومات الاستخباراتية اللازمة في هذا المجال، فإننا جاهزون لتقديم المساعدة" دون توضيح طبيعة هذه المساعدة. وشدد الوزير الخارجية التركي على أن سورية هي للسوريين، ويتعين على الأجانب الذين يقاتلون في صفوف المعارضة المُسلحة مغادرتها. وتتهم دمشقتركيا بتسهيل عبور المقاتلين الأجانب إلى الأراضي السورية، كما تتهم الأحزاب التونسية ومنظمات المجتمع المدني في تونس السلطات التركية بتسهيل عبور التونسيين إلى سورية للقتال في صفوف جبهة "النصرة". وبحسب المعهد البريطاني للدفاع "آي.اتش.اس جينز"، فإن عدد المقاتلين الأجانب في سورية يُقدر بأكثر من 100 ألف من 82 دولة، منهم أكثر من 5 آلاف تونسي، لقي نحو ألفي شاب منهم مصرعهم خلال العمليات العسكرية الجارية.