أمطرت طائرات النظام السوري مدينة حلب، كبرى مدن شمال البلاد، بالبراميل المتفجرة أمس، في وقت ارتفعت خسائر القوات النظامية إلى 32 قتيلاً قضوا بتفجير مقاتل أردني من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» سيارة مفخخة بمبنيين انهارا بالكامل في حي جوبر الدمشقي. كما قطعت «الدولة الإسلامية» رؤوس جنود حكوميين قرب مدينة حلب وقدمتها «هدية» لقائد الحملة العسكرية على محافظة حلب. وأعلنت «لجان التنسيق المحلية» أن الطيران الحربي ألقى أمس برميلين متفجرين على محيط سجن حلب المركزي الذي تتحصن فيه القوات النظامية ويتعرض لحصار وهجمات متكررة من الكتائب المقاتلة. كما أعلنت لجان التنسيق أن الطيران الحربي ألقى برميلين متفجرين آخرين على حي الشيخ نجار في مدينة حلب، في حين سقط ثلاثة قتلى نتيجة القصف بالبراميل المتفجرة على حي الحيدرية في حلب. كذلك، أفيد عن سقوط جرحى نتيجة قصف النظام حي مساكن هنانو بحلب. وأشارت معلومات أيضاً عن مقتل شخصين وجرح عدد آخر نتيجة إلقاء الطيران الحربي برميلين متفجرين بالقرب من مدرسة سيف الدولة في حلب. ووجهت «لجان التنسيق» أمس «نداء» قالت فيه إن «آلاف السوريين هربوا في اليومين الماضيين من براميل النظام الملقاة على مدينة حلب وهم الآن عالقون في مدينة كيليس على الحدود السورية - التركية معظمهم من الأطفال والنساء، من دون أية أغطية أو أغذية أو ألبسة سوى التي يلبسونها». وأهابت «لجان التنسيق» في بيانها «بمنظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية كافة الموجودة في تركيا للعمل على دعم الهاربين من جحيم البراميل التي تلقيها قوات النظام على المدنيين». كما دعت «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» إلى «العمل فوراً على دعم الأهالي العالقين على الحدود التركية وتأمين احتياجاتهم الضرورية». وفي الإطار نفسه، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن القوات النظامية واصلت «إغلاقها معبر كراج الحجز (في حلب) لليوم الثاني على التوالي، وسط حركة نزوح كبيرة للأهالي من الأحياء الشرقية التي تتعرض للقصف المستمر بالبراميل المتفجرة إلى منطقة المعبر». ولفت «المرصد» إلى وقوع «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بكتائب البعث الموالية لها من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى في حلب القديمة»، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي الصاخور، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص، في حين دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في حي كرم الطراب. وتحدث «المرصد» عن معلومات «عن مصرع 6 من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام بينهم أمير في اشتباكات مع لواء إسلامي مقاتل عند أطراف قرية قرة كبري» في حلب، كما «قتلت الكتائب الإسلامية المقاتلة يوم (أول من) أمس 6 عناصر من القوات النظامية في محيط قرية عزيزة (في محافظة حلب) وقطعت رؤوسهم ووضعتهم عند دوار المرجة وقالت إنها هدية للعميد سهيل الحسن قائد الحملة العسكرية على محافظة حلب لكي يشرب المتّة معها». وأورد «المرصد» أيضاً معلومات عن تحويل «الدولة الإسلامية في العراق والشام» مبنى الأطباء الملحق في مستشفى مدينة الباب (شمال شرقي حلب) إلى سجن، والقبو أسفله إلى زنزانات انفرادية، في حين ذكرت أنباء أن مقاتلي «جبهة النصرة» انسحبوا من المدينة خوفاً من هجوم مقاتلي الدولة الإسلامية على مقارهم». وفي محافظة حماة (وسط سورية)، أفاد «المرصد» بأن «اشتباكات عنيفة» دارت أمس بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني، من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية، من جهة أخرى، في بلدة كوكب التي يقطنها علويون، مشيراً إلى «معلومات عن سيطرة القوات النظامية على البلدة». ولفت «المرصد»، في المقابل، إلى أن لواء إسلامياً استهدف «بصواريخ غراد مناطق في مدينة محردة التي يقطنها مواطنون من أتباع الديانة المسيحية» في محافظة حماة أيضاً. وفي محافظة القنيطرة، أعلن «المرصد» وقوع مواجهات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة في محيط بلدة القحطانية ومحيط بلدة الهجة حيث تم إعطاب دبابة للقوات النظامية التي واصلت قصفها على مناطق في ريف القنيطرة الجنوبي، فيما نفّذ الطيران الحربي أربع غارات جوية على مناطق في بلدة الهجة ترافق مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة عين التينة. وفي محافظة إدلب، أشار «المرصد» إلى قصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة استهدف مناطق في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي الشرقي، ما أدى إلى مقتل نازح من بلدة صوران وسقوط جرحى. كما أعلن «المرصد» أن الطيران الحربي أغار على المنطقة بين بلدتي حاس وكفرنبل في إدلب، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على الأطراف الجنوبية والغربية لمدينة إدلب ومحيط بلدة بكفلون. أما في محافظة دير الزور بشرق البلاد، فقد قصفت القوات النظامية أحياء في مدينة دير الزور نفسها، كما دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «جبهة النصرة» و «حركة أحرار الشام» ولواء إسلامي مقاتل، من جهة، ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، من جهة أخرى، في محيط منجم الملح في بلدة التبني بريف دير الزور الغربي، ما أسفر عن مقتل خمسة من الكتائب الإسلامية المقاتلة وقتيل واحد من «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وفق ما ذكر «المرصد». وفي محافظة ريف دمشق، لفت «المرصد» إلى أن مروحيات النظام قصفت بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة داريا وبلدة الحسينية، في حين تعرّضت مناطق في مدن عربين والزبداني ويبرود ومخيم خان الشيح ومحيط مساكن عدرا العمالية وبلدة الحسينية لقصف من قبل القوات النظامية، ما أدى إلى سقوط جرحى. وفي محافظة دمشق، نقل «المرصد» عن «مصادر طبية موثوق بها» أن عدد عناصر القوات النظامية الذين قتلوا إثر انهيار مبنيين كانوا يتحصنون بهما عند أطراف حي جوبر على المتحلق الجنوبي ارتفع إلى 32 و «العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة». وأضاف «المرصد» أن «العملية نفذتها الدولة الإسلامية في العراق والشام بالاشتراك مع ألوية الحبيب المصطفى، صباح أمس الأول (الأحد) وذلك عبر تفجير مقاتل من الدولة الإسلامية في العراق والشام - أردني الجنسية - لنفسه بسيارة مفخخة بمحيط مبنيين تتحصن بهما القوات النظامية في المنطقة الواقعة بين حي جوير والغوطة الشرقية على المتحلق الجنوبي قرب حاجز طعمة، بالتزامن مع تفجير نفق أسفل المبنيين، ما أدى إلى انهيارهما في شكل كامل وسط تكتم من قبل النظام وأجهزته الإعلامية عن العملية والخسائر البشرية الفادحة فيها».