أكد رئيس لجنة التسويق عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حافظ المدلج أن الحال التنافسية في نهائي كأس ولي العهد الأخير أسهمت في ارتفاع القيمة السوقية للبطولة، مبدياً سعادته بدخول من سماهم «القطط السمينة» ساحة الإعلانات والرعاية الرياضية (المصارف التجارية)، مشدداً على نجاح الدور التسويقي الذي قامت به الذراع التسويقية للاتحاد السعودي لكرة القدم شركة صلة. وقال المدلج ل«الحياة»: «لاشك في أن وجود الهلال والنصر قطبين للكرة السعودية وليس العاصمة فقط، من حيث الجماهيرية والمتابعة الإعلامية وغيرها، أسهم في اختلاف وضع النهائي في الموسم الحالي، وخصوصاً بسبب تقارب المستوى بين الفريقين. ففي النهائيات السابقة خلال الفترة الأخيرة التي تعتبر مرحلة تصاعد الفكر التسويقي كان البون شاسعاً لمصلحة الهلال، وفي الوقت ذاته في فترات سابقة لم تكن الساحة الرياضية دخلت عصر التسويق بوضعه الحالي الذي بدأ من وجهة نظري خلال الأعوام ال10 الأخيرة بسلوك منحنى مختلف». وأضاف: «معطيات البطولة كانت مختلفة، فالمتابعة الجماهيرية كانت في أوجها، بدليل بيع أكثر من 61 ألف تذكرة في النهائي، ومن الناحية الإعلامية اختلفت في ظل التطور الكبير في تقنيات النقل التلفزيوني والتغطية الإعلامية عموماً، ولك أن تتخيل أنني شخصياً تلقيت اتصالات كثيفة من إعلاميين خليجيين حضروا النهائي، ما يؤكد أنه قوي وكبير ليس على المستوى السعودي فحسب، بل على المستويين الخليجي والعربي، ثالثاً لا بد من الإشارة إلى نجاح شركة صلة في قضية التسويق الإعلامي والإعلاني، فأنا شاهدت حوالى 11 راعياً للمباراة كانوا حاضرين في شاشات الملعب المحيطة وعلى ظهر مقاعد الاحتياط، فضلاً على راع رئيس كانت له لوحة كبيرة نزلت في دائرة منتصف الملعب قبل المباراة وبين الشوطين، ولا شك في أن الفكر التسويقي يصب لمصلحة جذب المستثمرين». وشدد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي على أن نقطة التحوّل في تسويق قرعة كأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين كانت دخول المصارف المحلية، قائلاً: «دخول بنك البلاد في رعاية كأس خادم الحرمين، وبنك الاستثمار في نهائي كأس ولي العهد أمر جيد ونقطة تحول بدخول القطط السمينة الساحة الرياضية، ومن جانب آخر أصبح لدينا حدث اليوم الواحد القابل للتسويق، بعكس الطرق السابقة التي كانت تعتمد على رعاية الدوري كاملاً أو المنتخب أربعة أعوام أو اتحاد ورابطة مدة طويلة، وهذا تغيّر في الفكر التسويقي». وقدّر المدلج الحركة الاقتصادية القائمة على نهائي ولي العهد ب100 مليون ريال، وقال: «النهائي في أقل تقديراته حقق عوائد تقارب 15 مليوناً، ولو كان هناك وقت أكبر للتسويق لربما حقق عوائد أعلى، ولا شك في أن وجود الهلال والنصر في النهائي منحه هذه الضخامة، فهناك قيمة معنوية كبيرة للنهائي تحديداً، فهو نهائي غير عادي. وصل إليه الفريق الأفضل فنياً ومستوى والأكثر جماهيرية، فهي الحال النموذجية، ولو منحت الشركة وقتاً أطول لربما كانت العوائد أكبر». وتابع: «من الصعب تقدير الحركة الاقتصادية إجمالاً، لكنها تقارب ال100 مليون. ف«السوبر بول» الأميركية مثلاً يتم خلالها إصدار إحصاءات بكم المياه التي بيعت على مستوى أميركا والمواد الاستهلاكية المتعلقة بالنهائي، أما في السعودية فليست هناك أدوات إحصاء مشابهة، لكن لو حسبت كم مشجعاً نصراوياً أقام وليمة لمناسبة الفوز؟ ليس بعد المباراة فحسب وإنما طوال الأسبوع بعد النهائي فكل هذا يحسب، فأنا مثلاً تلقيت دعوات على مدى الأسبوع كاملاً مرتبطة بالنهائي، وحتى التحديات التي تمت بين المشجعين والهدايا التي تم تقديمها لهذه المناسبة، فمجمل الأمور إذا تم حسابها ربما يتجاوز المبلغ 100 مليون ريال تقريباً». واستطرد: «أؤكد أن هذا النهائي تحديداً جمع كل المعطيات التي تجعله فرصة تسويقية هائلة، فالرياضة أصبحت نوعاً من السياحة، لذلك فإن كل الأندية الأوروبية تعد جاذبية تسويقية».