لو افترضنا وحدث أن تجاوز قطبا الرياض جماهيرياً الهلال والنصر منافسيهما في نصف نهائي بطولة كأس ولي العهد؛ فنحن بانتظار مباراة القرن.. تحدي القرن.. بل وربما زلزال القرن الكروي، فالنصر يريد إعادة صياغة تاريخه من خلال العودة لجادة البطولات الكبرى عبر بوابة غريمة التقليدي الهلال فبعد 39 عاماً على فوز النصر بكأس ولي العهد و18 عاماً على آخر بطولة كبرى حققها فارس نجد وهي كأس خادم الحرمين الشريفين لن يجد الأصفر البراق أفضل وأجمل من تلك الفرصة للعودة مجدداً ومصالحة جماهيره التي طالما انتظرت حتى لقبت بجماهير الصبر. أما الهلال فسيفعل المستحيل في سبيل الدفاع عن لقبه والمحافظة على بطولته المحببة "فاز بها في آخر خمس سنوات" هذا من جهة ومن الجهة الأخرى سيعمل على توسيع الفارق بينه وبين أقرانه من الأندية الاخرى وليرسخ اسمه كزعيم للأندية السعودية كما هو في آسيا. المفارقة هنا تكمن في أن الهلال وخلال الاعوام الخمسة الأخيرة أخرج النصر من جميع الأدوار في بطولة كأس ولي العهد تحديداً إذ سبق وأن تغلب عليه في دور ال 16 وفي دور الثمانية وأيضاً حرمه من النهائي وأخرجه من نصف النهائي؛ وبالتالي فإن فوز الهلال على النصر في نهائي كأس ولي العهد إن حدث هذا الموسم سيعد تاريخياً؛ إذ لم يسبق لفريق في العالم أن أخرج نده التقليدي من بطولة واحدة وفي جميع أدوارها. إذن فالتاريخ سيخلد النهائي رقماً وحدثاً لأن تكرار مثل تلك المباراة وفق المعطيات ذاتها يعد إعجازاً. البعض يستغرب حديثي عن الهلال والنصر وتجاهلي لخصميهما الفيصلي والرائد وكأن الأمر قد أصبح محسوماً وسأذكرهم ببداية حديثي وهي الافتراض أما الفيصلي والرائد فهما ناديان كبيران يستحقان الاحترام والتقدير، ومع ذلك فإن فوزهما وإخراج أحد الغريمين التقليدين أو كلاهما سيعد مفاجأة بلا شك نظراً للفوارق الفنية والتاريخية والإمكانات المادية؛ وبالمناسبة هما ناديان محظوظان بإدارتين شابتين قادرتين على جلب الفرح وإسعاد جماهيرهما بالفكر والعقل ثم وبعد ذلك كله المال، وحقيقة أجدها فرصة لطرح سؤال طالما دار بخلدي وأشغلني واعتقد بأنه أشغل الجميع وهو أين فهد المطوع وفهد المدلج ومعهما رئيس الفتح عبدالعزيز العفالق عن المنظومة الرياضية المشرفة على رياضتنا؟ هؤلاء لا نريد دفنهم في لجان بل نريدهم أصحاب قرار في اللجنة الأولمبية ولا أعتقد بأن هناك ما هو أفضل من الفكر مع عصارة التجارب الناجحة والممزوجين بروح الشباب لتكون شروطا كافية لطرح الثقة بهم. قال أحد الحكماء: "أحياناً نحاول فتح الباب فنفشل، ثم نحاول بقوة وقد نتألم لنكتشف فيما بعد أنه ينفتح في الاتجاه الآخر، وكذلك هي المشاكل تحل بالهدوء والروية والعقل لا بالقوة."