فرضت رياضة كرة القدم نفسها لدى مختلف شرائح المجتمع السعودي في شكل كبير عندما أصبح لها نصيب وافر من الحديث والنقاش في المجالس والاستراحات والمناسبات العائلية والاجتماعية، إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك» و«واتساب»، وخصوصاً في ظل احتدام المنافسة بين الغريمين التقليديين، النصر والهلال في بطولتي كأس ولي العهد المنصرمة ودوري عبداللطيف جميل للمحترفين، إضافة إلى الحضور اللافت لأندية أخرى، أو التي غابت من ميدان المنافسة هذا الموسم، وازدياد حدة التعصب بين الجماهير الرياضية. الجميع بات يتنفس كرة القدم، ولا حديث في سواها، حتى وصل حد التعصب لدى كثيرين إلى ما لا يطاق، بل إن البعض هجر رفقته وصحبته وابتعد عنهم بسبب النقاشات الحادة التي تواكب المباريات وأحداثها، ما حدا بإمام وخطيب جامع في شمال مدينة بريدة، الشيخ عبدالله المنصور إلى تخصيص خطبته لموضوع التعصب الرياضي، إذ نبّه عبر منبر الجامع الشبان والمصلين كافة إلى الأخطار الناتجة من «التعصب الرياضي»، بل إنه شبهها ب«الميسر» كونها تجلب الحقد والبغضاء بين الإخوة وأبناء العم والأصدقاء وتبعدهم من الصلاة وذكر الله، وحث أولياء الأمور على إبعاد أبنائهم من الأجواء المشحونة التي تشهدها الساحة الرياضية، مستدلاً بكثرة البرامج الرياضية التي تذاع في القنوات الفضائية. وشدد الخطيب المنصور على أولياء الأمور في «ألا يعلقوا أبناءهم بالانتماء إلى نادٍ بعينه، وأنهم مسؤولون عن ذلك يوم الحساب»، مطالباً المعلمين بعدم التطرق إلى الأندية في الفصول الدرسية، وإلزام الطلاب بارتداء ملابس رياضية لا تتعلق بالأندية وشعاراتها أثناء الحصص المخصصة للرياضة، وحذر المنصور من تقليد بعض اللاعبين الأجانب في لباسهم وكتابة أسمائهم على القمصان، وكذلك في «قصات الشعر»، مؤكداً أن الأمة الإسلامية في أمس الحاجة إلى شبانها في مثل هذه الظروف التي تمر بها. كما تطرق إمام وخطيب الجامع في خطبته أمس إلى تزايد نسبة الفتيات اللواتي تعلقن بحب بعض الأندية الرياضية، ووصف هذا الأمر ب«الدخيل على أمة محمد صلى الله عليه وسلم».