مع احتدام وطيس المنافسات الكروية بين الأندية على المستوى المحلي أو حتى الآسيوي، وسباق المراكز والتقدم والتأخر للمراتب، وارتفاع مؤشرات التحدي والرغبة بعد كل موسم أو بطولة وإعداد العدة لما يلي، كل ذلك وجذوة الطموح متوقدة في نفوس الجميع لاعبين ومسؤولي أندية وجماهير، مما يشعرنا أنه الحال المثالي للدوري السعودي الذي منحه الهيبة والتميز والأفضلية ما بين الدوريات العربية والخليجية. الأجواء المشحونة والمعبأة بالتفاؤل والآمال والمشاعر المشتعلة جميلة ورائعة، ومعبرة عن فرقنا وأوساطنا الرياضية، ومشجعة على المتابعة بحماسة وطموح، فكل ذلك جميل ولكن الأحلى والأجمل أن نخرج من تلك المنافسات المحلية بخلاصة تخدم المنتخب الوطني الأول، سواء من حيث التعرف على المستوى الحقيقي للاعبين ومن ثم التحديد الدقيق للمستحقين تمثيل شعار منتخب الوطن، ولأجل هذا تشيع روح المنافسة الشريفة الخالية من التعصب والانحياز، فيغدو بالمحلية دروس تعلم اللاعبين بعد تلك المواجهات أن من لعب ضدك قد يلعب معك لذا من المفيد أن تتعرف لمواطن القوة فيه إما لتتعلم منها أو لكي تتفهمه حين يلعب معك جنباً لجنب بالأخضر والأبيض. صفوف لاعبي المنتخب لابد أن تحوي نفوس المصطفين فيها من الولاء التام للأندية المحلية كي ينعكس ذلك على القابعين في المدرجات ويقتدوا بهم، فيبتعد الجميع عن سياسة إهدار دم المسؤولية عن نتائج المنتخب ما دام ممثلوه شتاتاً وتجميع التعصب المحلي، بل إن الأدهى والأمر حين يفرحون بهزائمه لأن النسبة الأكبر من عدد اللاعبين في المنتخب من النادي الخصم للنادي المحلي للمشجع، بل تغدو فرصة للتهكم وتحميل ذاك النادي حال المنتخب الوطني. * ما قبل عودة مشاركات المنتخب ولكي نضمن عودة الثقة والهيبة علينا أن نغير ما بأنفسنا ليغير الله حال رياضتنا السعودية، فالحروب الأهلية، والتناحرات الداخلية ما تفشت في أي مكان إلا أسقطته ودمرت تماسكه وقوته وأخال هذا ما حل برياضتنا على مستوى المنتخب أو المشاركات المختلفة. نريد للمنتخب حصاد خير الأندية مجتمعة، نريد له وفاء وولاء جماهير النصر وصبرهم معه وعليه في الحلوة والمرة، ونريد جماهيرية الهلال التي لا تقبل إلا بالفوز أو الفوز وتعاتب وتعاقب ناديها إن تكرر منه التخاذل والإخفاق غير المبرر، وفي ذات الوقت نود أن تغدو تلك الجماهير برقي جماهير الأهلي ومثالية جماهير الليث، لنشهد فرحة مدوية كتلك التي يحتفي بها جماهير الاتحاد أثناء وقفتهم وحضورهم المتألق والمختلف في مدرجاته. نحلم وبأيدينا أن نفكر ونخطط ليغدو الحلم حقيقة ونحن يداً بيد يكفي أن ذلك سيكون لخاطر الوطن الغالي على قلوب الجميع بلا استثناء.