رأت ألمانيا ان امام مصر فرصة كبيرة للاستفادة من رئاستها مجموعة الثماني مطلع العام المقبل ومن مبادرة شراكة «الدوفيل». وأكد المستشار الاقتصادي لارس رولر للمستشارة الألمانية أنغيلا مركل خلال استقباله وزير التجارة والصناعة المصري منير فخري عبدالنور الذي يزور ألمانيا في إطار جولة خارجية، على ضرورة أن «تفعّل الحكومة المصرية قواعد المنافسة في السوق المصرية لتوفير المناخ الجاذب للشركات الألمانية للاستثمار في مصر، وأهمية تعزيز دور ريادة الأعمال ومنحهم الفرصة للتوسع في مشاريعهم، وهي تمثل جزءاً كبيراً في الهيكل الاقتصادي لكل دولة». وعقد عبدالنور لقاء مع عدد من الشركات الألمانية في مقر اتحاد الصناعات الألماني، تطرّق إلى المشاكل التي تواجه هذه الشركات في مصر وخططها المستقبلية للتوسع، وتأسيس مشاريع جديدة للمرحلة المقبلة. وبحث خلال اللقاء مع رولر، في سبل توسيع العلاقات الاقتصادية وتنشيط التجارة البينية وجذب مزيد من الاستثمارات الألمانية إلى السوق المصرية. ولفت رولر إلى أن ألمانيا «تتابع تطور الأوضاع في مصر»، معتبراً أنها «تشهد استقراراً عن أي وقت مضى، لذا سيكون لاستكمال بناء المؤسسات الدستورية في مصر بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، أثر كبير في تنمية العلاقات الاقتصادية المشتركة». وأشار رئيس الغرفة العربية الألمانية للصناعة في مصر راينر هيرت، إلى أن المرحلة المقبلة «ستشهد تنفيذ عدد من المشاريع الجديدة، ومنها افتتاح مصنع كبير باستثمارات ألمانية في الأشهر المقبلة، في مجال التصنيع الزراعي في الإسكندرية وسيوجه كل إنتاجه للتصدير». وأعلن عن «توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة التضامن الاجتماعي يُقدّم بموجبها تمويلاً قيمته 100 ألف يورو، لتدريب الأفراد من القطاع غير الرسمي، خصوصاً في مجال المشاريع الصغيرة لمساعدتهم على الانضمام إلى منظومة القطاع الرسمي». وأكد عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات الألماني ستيفان ماير، أهمية تعزيز التعاون الصناعي المشترك خصوصاً أن لدى القطاع الخاص في البلدين مشاريع مشتركة كثيرة، سواء في مصر أو ألمانيا». ولفت إلى أهمية مشاركة المؤسسات الألمانية في تنفيذ المشاريع الكبرى في المرحلة المقبلة». وأشار نائب رئيس شركة «سيمنس» هيلمت ستيدل، إلى أن الشركة «تتعاون مع مركز تحديث الصناعة ومجلس التدريب الصناعي في تنفيذ مبادرات مشتركة». وشدد على أهمية مساعدة الشركات الألمانية المستثمرة في مصر «في توفير العملات الأجنبية اللازمة لشراء المواد الخام الداخلة في الإنتاج»، موضحاً أن معظم الشركات «يعاني من هذه المشكلة المؤثرة في العملية الإنتاجية». وتطرق نائب رئيس شركة «هينكل» بيتر فلورينز، إلى «تحديات تواجه الشركات الألمانية في مصر، في مقدمها البيروقراطية الحكومية التي تؤثر سلباً في قدرة الشركات على النمو والتوسع». وطالب بضرورة «إيجاد حلول لهذه المشاكل ما يساهم في فتح الباب لجذب شركات أجنبية للاستثمار في قطاعات متنوعة». وأوضح عضو مجلس إدارة مجموعة «لايند» الصناعية ألدو بيللوني، أن الشركة «تنفذ مشروعاً كبيراً في مجال البتروكيماويات مع شركة «كاربون القابضة» المصرية. وأكد أن مصر «تملك فرصاً كبيرة لإنشاء المشاريع خصوصاً في مجالات البنية التحتية والبتروكيماويات». وقال عبدالنور إن قطاع البتروكيماويات «هو من القطاعات الواعدة في مصر»، معلناً حرص الحكومة «على دعم هذا القطاع وتوفير كل السبل لإنشاء مزيد من المشاريع البتروكيماوية».