استمرت المواجهات على جبهات القتال المختلفة بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، وسط معلومات أميركية عن اتفاق وشيك بين الولاياتالمتحدةوتركيا على تدريب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة وإقامة «منطقة آمنة» لها داخل الأراضي السورية وسماح الأتراك للأميركيين باستخدام قواعدهم لضرب مواقع «الدولة الإسلامية» (داعش) داخل سورية. (للمزيد) وبالتزامن مع ذلك، أبلغت مصادر سورية معارضة «الحياة» في موسكو، أن أحد أبرز النقاط التي طرحت للبحث خلال لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في سوتشي قبل أيام، كان ترتيب لقاء لبوتين مع الرئيس بشار الأسد. ولم توضح المصادر ما إذا كان الاقتراح قُدّم من الجانب الروسي أم من جانب المعلم. وعلى رغم أن أوساطاً ديبلوماسية عربية في موسكو تداولت في الموضوع خلال الأيام الماضية إلا أنه لم يصدر أي تعليق من جانب موسكو في هذا الشأن. وقال ديبلوماسي روسي تحدثت إليه «الحياة»، إن الخارجية الروسية «لا علم لها بهذا الموضوع وهي لا تعلّق عادة على إشاعات يتم تداولها». وكان الكرملين أفاد في بيان مقتضب بعد اللقاء، أن الجانبين ناقشا «العلاقات الثنائية» من دون إيراد تفاصيل إضافية، ما أثار تكهنات مختلفة حول ما دار خلال الاجتماع الذي انعقد خلف أبواب مغلقة. وفي واشنطن، أكدت مصادر أميركية ل «الحياة» مضمون ما نقلته صحيفة «وول ستريت جورنال» عن اقتراب الجانبين الأميركي والتركي من «الوصول إلى اتفاق لإنشاء منطقة محمية جواً على الحدود السورية- التركية»، موضحة أنها لن تصل إلى مدينة حلب ولا تعادل فرض حظر جوي إنما ستوفر حماية للمعارضة وعملية تجهيزها. وتوقعت المصادر نفسها صدور موافقة تركية قريبة على استخدام قاعدة «أنجرليك» العسكرية من طيران التحالف لضرب «داعش». وفيما فسّرت مصادر تركية في واشنطن توقيت إعلان واشنطن عن الاقتراب من إنشاء منطقة حظر جوي مع وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنقرة، قالت المصادر الأميركية المعنية بالمفاوضات إن زيارة نائب الرئيس جوزيف بايدن إلى أنقرة منذ أسبوعين واجتماع «الساعات الأربع» مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان «حصيلة مفاوضات عسكرية طويلة بين الجانبين»، وستؤدي -وفق المصادر الأميركية- إلى «إنشاء منطقة حدودية محمية جوياً لتجهيز المعارضة السورية» بعد موافقة أنقرة على تدريب ألفي عنصر من المعارضين «المعتدلين». وتوقعت المصادر أيضاً موافقة تركيا على استخدام قواعد عسكرية، وأهمها أنجرليك. غير أن الاتفاق يأخذ بعين الاعتبار مخاوف وتحفظات الجانبين، ما يعني أن المنطقة الحدودية ستكون صغيرة ولن تصل إلى حلب بسبب تردد واشنطن في فتح مواجهة مع نظام الرئيس الأسد، أو المضي بخطوات تحتاج إلى موافقة دولية، فالمنطقة الحدودية الصغيرة يمكن تأسيسها بناء على طلب تركي من الأممالمتحدة ونص المادة 51 التي استخدمت لتبرير ضرب «داعش» في العراق، كما أنها ستوفر المساحة والحماية المطلوبة لتدريب المعارضة السورية. وتتفهم واشنطن في الوقت نفسه، تردد تركيا في القيام بخطوات أحادية في سورية من دون تفاهم وغطاء دفاعي أميركي عليها. واستبعدت المصادر الأميركية تدخل أي قوات برية تركية في هذه المرحلة، متوقعة أن تأخذ عملية إنشاء المنطقة الحدودية «فترة أشهر». ميدانياً، استمرت المواجهات أمس في مدينة عين العرب (كوباني) من دون تسجيل تقدم واضح لطرفي المواجهة، الأكراد وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «وحدات حماية الشعب الكردي نفذت هجوماً ليلة (أول من) أمس في منطقة سوق الهال بمدينة عين العرب، فيما دارت اشتباكات بين وحدات الحماية وتنظيم «الدولة الإسلامية» في منطقة مدرسة الخنساء القريبة من البلدية إثر محاولة تسلل» من عناصر «داعش». ونفّذت طائرات التحالف العربي- الدولي «3 ضربات قبيل منتصف ليلة (أول من) أمس وبعده استهدفت مواقع وتمركزات لتنظيم «الدولة الإسلامية» في المدينة وريفها»، وفق «المرصد». وأعلن الجيش الأميركي في بيان أمس مقتل طيار في حادث «غير قتالي» عندما تحطمت طائرته وهي من طراز «أف-16» بينما كانت عائدة إلى قاعدتها في موقع لم يكشف عنه في منطقة الشرق الأوسط بعد إقلاعها بقليل. وأكد المسؤولون أن الحادث لم يقع في العراق أو سورية.