كرر رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو امس ان بلاده تعارض تنظيم الدولة الاسلامية الذي يحاصر مقاتلوه مدينة كوباني (عين العرب) السورية الكردية، ونظام الرئيس السوري بشار الاسد على حد سواء. وصرح داود اوغلو للصحافيين ان "تركيا تعارض الدولة الاسلامية كما تعارض الاسد" و"الاسد والدولة الاسلامية مسؤولان عن كل تلك الاحداث المأساوية". ورغم موافقة برلمانها ترفض الحكومة التركية الاسلامية المحافظة حتى الان التدخل عسكريا ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يحاصر كوباني الواقعة على مسافة بعضة كيلومترات من الحدود التركية. وتبرر انقرة رفضها قتال التنظيم بانها لا تريد بذلك تعزيز حكم عدوها اللدود بشار الاسد، عبر ذلك التدخل. وتطالب باقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي على طول الحدود بين سورياوتركيا لاستقبال اللاجئين وحماية المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة. لكن هذا الموقف يثير استياء الولاياتالمتحدة التي تقود تحالفا يشن غارات جوية على تنظيم الدولة الاسلامية، وارسلت واشنطن الخميس مسؤولين من التحالف الى انقرة لحث قادتها على مزيد من الالتزام بالتدخل. واكد داود اوغلو انه "لا يمكن ان يثبت احد ان تركيا تدعم الدولة الاسلامية". واتهم حلفاء تركياانقرة بانها دعمت طويلا الحركات السورية الاكثر تطرفا بما فيها تنظيم الدولة الاسلامية للاسراع في سقوط نظام الاسد. الى ذلك ذكرت مصادر أن القيادة التركية لم تسمح لطائرات التحالف بالطيران عبر مجالها الجوي لضرب داعش شمال كوباني. وقالت المصادر التي لم يكشف عن هويتها، إن تردد أنقرة في السماح لطائرات التحالف باستعمال أراضيها، دفعه إلى قصف داعش حول كوباني التي هي على بعد أمتار من حدود تركيا. ورفضت القيادة التركية في البداية إبراز موقفها من الحرب على داعش بزعم الحفاظ على أرواح رهائنها لدى التنظيم المتشدد، لكن وبعد أن تم إطلاق سراح الرهائن بدأت تركيا تمانع في المشاركة في الحرب دون مبررات إلى أن مرت إلى رفض الاشتراك في الحرب علانية. وجاء ذلك على لسان أكثر من شخصية تركية بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته مولود جاوش أوغلو الذي اعتبر الخميس أنه "من غير الواقعي" التفكير بأن تشن تركيا لوحدها تدخلا عسكريا بريا ضد التنظيم. وكان رفض تركيا دعم الجهود الدولية لمواجهة داعش مصدر انزعاج لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين، وزاد في تعزيز الشكوك التي تتهم الأتراك بإسناد ودعم المجموعات المتشددة في السنوات الأخيرة مما مكنها من أن تصبح قوة عسكرية مؤثرة على الأرض وشجعها على مهاجمة العراق والسيطرة على مساحات واسعة من سورية. يذكر ان داعش يحاول اقتحام بلدة كوباني الواقعة على الحدود السورية التركية منذ منتصف الشهر الماضي غير انه يواجه مقاومة قوية من الاكراد وفي نفس الوقت تقوم طائرات التحالف الدولي والعربي بقصف مواقعه حول البلدة. واسفر القتال عن نزوح قرابة 200 الف من الاكراد الى تركيا.