كشف رئيس المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين أن علماء الفقه يريدون إثباتات دامغة بأنه ليست هناك حالة واحدة في العالم توفيت دماغياً وعادت إلى الحياة مرة أخرى. وأوضح رئيس مركز زراعة الأعضاء في حديثه إلى «الحياة» أن الفقهاء يريدون التثبت من التشخيص النهائي، والتثبت من الإجراءات التي تتخذ في حق المتوفين دماغياً، حتى لا يكون هناك أي خطأ، مؤكداً أن هذا الإجراء يحق للفقهاء طلبه. وأوضح الدكتور فيصل شاهين أن بروتوكول الطب السعودي في تشخيص الوفاة أدق البروتوكولات في العالم.ويأتي حديث الدكتور فيصل شاهين بعد إصدار حلقة نقاش، ضمت أعضاء من هيئة كبار العلماء ومسؤولين من وزارة الصحة في الرياض أخيراً، توصية بتشكيل لجنة طبية - فقهية لدرس موضوع موت الدماغ من وزارة الصحة وهيئة كبار العلماء والجمعيات السعودية المختصة. وأفصح عن تسجيل المركز السعودي لزراعة الأعضاء 700 حالة فقط من بين 1200 حالة في العام الواحد، مبيناً أنه توجد 500 حالة من المتوفين لا يبلغ المركز بها سنوياً.وقال: «هذا العدد يكفي جميع المرضى الذين يحتاجون لزرع أعضاء في المملكة في العام الواحد من دون اللجوء إلى أي تبرع آخر، بمعنى لو كل هذه الحالات تمت الموافقة عليها في العام الواحد ستكفي لكل مريض محتاج في المملكة». ورأى أن اجتماع اللجنة التي ضمت أعضاء هيئة كبار العلماء ومسؤولين صحيين في حلقة النقاش حول «موت الدماغ» أخيراً، وضعت نقاط في جدول زمني محدد تسعى للوصول إليه في هذا الشأن «وهو أن يكون هناك تقارب وتزامن مع العلماء والأطباء لوضع زمن محدد، لأن الفترة الزمنية بين تشخيص الوفاة الدماغية وتوقف القلب يتوقف عليها الكثير من الأشياء الفقهية مثل الإرث والزوجة».وكان أطباء وعلماء ومستشارون دعوا إلى المسارعة إلى تكوين لجنة طبية - فقهية لدرس «موت الدماغ»، وإمكان تغيير المصطلح من «موت الدماغ» إلى «الموت»، إن كان موتاً حقيقياً. وأوصوا بأن يقوم العلماء والفقهاء يرافقهم أطباء اختصاصيون بزيارات ميدانية لأقسام العناية المركزة للوقوف على الحالات المتوفاة دماغياً، للوصول إلى تصور طبي صحيح تبنى عليه الفتوى الشرعية. وكانت إدارة التوعية الدينية بالشؤون الصحية في منطقة الرياض نظمت أخيراً حلقة نقاش عن «موت الدماغ»، بعنوان: «القرائن الشرعية والطبية لموت الدماغ» أدارها استشاري طب الأسرة والمجتمع الأستاذ في كلية الطب بجامعة الملك سعود الدكتور جمال بن صالح الجارالله. وحضر الحلقة عضو هيئة كبار العلماء مستشار الديوان الملكي الشيخ صالح بن حميد، وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ سعد الخثلان، وعدد من كبار الفقهاء والمشايخ، والمدير العام للشؤون الصحية في منطقة الرياض الدكتور عدنان بن سليمان العبدالكريم، ورئيس المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين ونخبة من الأطباء الاختصاصيين من استشاريي العناية المركزة والطوارئ وأمراض وجراحة الأعصاب والقلب والصدر وأخلاقيات المهنة الصحية. وأكد الدكتور العبدالكريم خلال افتتاح الحلقة النقاشية - وهي الثانية في هذا التخصص - أنها تعتبر ثمرة وتوصية من توصيات ورشة العمل السابقة «موت الدماغ بين المستجدات الطبية والأحكام الشرعية» التي عقدت في 24 جمادى الأولى 1433ه. وقدّم الشيخ ابن حميد ورقة عمل بعنوان: «أثر التصور الطبي على الفتوى الشرعية».وأوضح أهمية ذلك، باجتماع أهل الاختصاص من الأطباء مع العلماء والفقهاء، ليتدارسوا المسائل الطبية، خصوصاً المستجدة منها، لتصدر الفتوى من التصور الطبي الصحيح. وعرض استشاري أمراض الأعصاب بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور محمد زهير القاوي ورقته بعنوان: «قيمة القرائن الدماغية في تشخيص الوفاة». وعرضت ورقة بعنوان: «المنظور الطبي لقرائن ومراحل الموت»، قدمها رئيس العناية المركزة بالمستشفى العسكري في الرياض الدكتور ياسر مندورة. وقدّمت ورقة عمل بعنوان: «القرائن المعاصرة في إثبات الموت»، قدمها أستاذ الفقه المشارك بجامعة أم القرى الدكتور إسماعيل رجا، وبعدها ألقى أستاذ أصول الفقه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور مسلم الدوسري ورقة بعنوان: «أثر مراعاة القرائن الطبية في الموت الدماغي في الاجتهاد الفقهي».