هزّت بغداد لليوم الثاني على التوالي سلسلة هجمات منسقة طاولت مراكز تجارية وصناعية ودوائر حكومية، وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا. وفيما خيّر وزير الدفاع سعدون الدليمي مسلحي «داعش» المتحصنين في الفلوجة منذ اكثر من شهر بين «الاستسلام او الموت»، أحبطت قوات الامن محاولة فرار جماعي من سجن بادوش الاتحادي في الموصل (شمال). وأفاد مصدر أمني عراقي امس ان 13 هجوماً بسيارات مفخخة، وعبوة ناسفة، طاولت 10 مناطق متفرقة في بغداد. في الحي الصناعي، شرق بغداد، لقي شخصان مصرعهم وأصيب 10 آخرون في هجوم بسيارتين مفخختين، وفي حي الشعب أدى انفجار سيارة الى مقتل مدني واصابة خمسة آخرين. وفي منطقة جميلة التجارية قضى ثلاثة مدنيين واصيب تسعة بانفجار مزدوج بسيارة مفخخة وعبوة ناسفة، وأسفر هجوم بسيارة في حي جكوك عن مقتل مدني وجرح 4 آخرين، وفي منطقة الحرية لقي اثنان حتفهما واصيب 7 نتيجة هجوم بسيارة مفخخة طاول مجمعاً صناعياً فيه عدد كبير من المعامل. واستهدف هجوم بسيارة سادسة مبنى مقسم اتصالات في حي الكرادة ، وتعرض حي العبيدي الى هجوم انتحاري مزدوج بسيارتين مفخختين اسفر عن مصرع شخصين وجرح 16 آخرين، فيما انفجرت باقي السيارات في منطقتي الدولعي ومكتب الكاتب العدل في الباب الشرقي وأسفر الهجوم عن قتل ثلاثة مدنيين واصابة 13 آخرين. وفي الانبار، جاء في بيان لوزارة الدفاع ان الوزير الدليمي «خلال اجتماع مع القادة العسكريين وجمع من شيوخ المحافظة، توصل الى حلين لا ثالث لهما مع عصابات داعش الارهابية: إما الاستسلام او الموت على ايدي القوات الامنية». وأفاد ضابط في قيادة عمليات الانبار في اتصال مع «الحياة» ان «الطائرات المقاتلة المروحية واصلت طلعاتها لضرب اهداف داخل الفلوجة، بينها مواقع دفاعية اتخذها عناصر داعش لصد اي هجوم للجيش ومراكز تجمعات في عدد من الدور السكنية المهجورة ومبان حكومية استولوا عليها ومراكز شرطة». واكد قائد الفرقة الذهبية في جهاز مكافحة الارهاب اللواء الركن فاضل البرواري على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» امس ان «جهاز مكافحة الارهاب قتل 6 من قناصي داعش الارهابي وأحرق سيارتين محملتين بالارهابيين في الانبار» من دون تحديد الموقع. واعلنت وزارة الداخلية في بيان امس ان «قوات حرس الحدود صدت محاولة مجموعة من المسلحين والمهربين حاولوا الإقتراب من خط الحدود العراقية – السورية في ملحق الصقور - المنطقة الثانية». واشار الى ان «قوات اخرى قتلت احد الإرهابيين في الجانب السوري – ملحق الجاير، فيما تم التصدي للمسلحين والمهربين وإجبارهم على التراجع». الى ذلك، أعلن محافظ نينوى اثيل النجيفي امس أن «ما حدث في سجن بادوش محاولة تهريب سجناء من خلال قصف السجن وإحداث أعمال شغب داخله وتفجير سيارات مفخخة في الموصل لإرباك القوات الأمنية». وأكد «استيلاء السجناء على أسلحة الحرس وخرجوا إلى باحة السجن»، مشيراً إلى أن «فوج الطوارئ قتل ثلاثة منهم وسيطر على الوضع». وتابع انه وجّه ب «فتح تحقيق مع الحرس لمعرفة آلية حصول السجناء على السلاح والخروج إلى باحة السجن»، ولم يستبعد «وجود تواطؤ». أما وزارة العدل فأكدت امس، في بيان انها أحبطت اكبر عملية لتهريب السجناء من سجن بادوش في الموصل، وأن «العملية أسفرت عن مقتل إرهابيين اثنين وثلاثة نزلاء واستشهاد حارس واصابة 14 آخرين». وافاد مصدر في الفرقة الثالثة في الشرطة الإتحادية أن «قوة نفذت عمليات دهم وتفتيش في البجانب الأيمن من الموصل، اسفرت عن اعتقال تسعة إرهابيين وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب». وأضاف المصدر أن «القوة تمكنت من الاستيلاء على سيارتين شحن مفخختين كانت في حوزة المسلحين»، مبيناً ان «المعتقلين كانوا يخططون لتنفيذ هجمات في مناطق مختلفة من المدينة». وفي بابل، اعلنت السلطات الامنية ان «قوات الجيش والاستخبارات أشتبكت مع عناصر مسلحة تابعة لتنظيم داعش في ناحية جرف الصخر، ما أدى إلى مقتل منسق ولاية الجنوب لداعش ومساعده المدعو ابو سيف وهما مسؤولان عن تفجير عشرات السيارات المفخخة وقتل المدنيين على خلفيات طائفية».