اكد مصدر امني في الأنبار امس أن 12 شخصاً قتلوا في اشتباكات مع مسلحين اقتحموا مباني حكومية في الفلوجة. وتواصلت الاشتباكات أكثر من 9 ساعات. وحذر مجلس المحافظة من انهيار المنظومة الأمنية، مشيراً الى عودة تنظيم «القاعدة» بقوة إلى المدينة. وقال المصدر إن «قوة خاصة تابعة لوزارة الداخلية قتلت 6 مسلحين، بينهم 3 انتحاريين يرتدون احزمة ناسفة، أثناء تطهير مبنى دائرة الكهرباء في الفلوجة من عناصر اقتحمتها صباح اليوم»(امس). وأشار إلى أن» الاشتباكات استمرت حتى الظهر حين تمت السيطرة في شكل كامل على الموقع». وأضاف أن «هناك عدداً من المسلحين فروا إلى مبان مجاورة وقد كانت العملية واسعة شاركت فيها وحدات من الجيش اضافة الى الطائرات المروحية». وعن خسائر القوات الأمنية أشار المصدر إلى»مصرع ضابط وثلاثة من عناصر الشرطة وإصابة ستة آخرين». وهذه الحادثة الثانية من نوعها خلال يومين بعد عملية اقتحام مقر الحكومة المحلية في قضاء راوة ما ادى الى مقتل مسؤول محلي وأكثر من 20 آخرين وإصابة القائمقام ورئيس المجلس البلدي. إلى ذلك، قال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار صالح العيساوي في اتصال مع «الحياة» إن «مسلحين مجهولين نفذوا عملية نوعية صباح اليوم (امس) للسيطرة على المجمع الحكومي في الفلوجة الذي يضم مقار مديرية الشرطة ودائرة الكهرباء وقائمقامية المدينة». وأضاف أن «الشرطة المحلية التي كانت تحرس المجمع لم تتمكن من التصدي للهجوم الذي نفذه انتحاريون اقتحموا المبنى من المداخل الثلاثة للمجمع ما ادى إلى دخول المسلحين وحصلت اشتباكات بين الطرفين أدت إلى مقتل انتحاريين وعناصر من الشرطة المحلية». وأوضح انه «بعد ساعة من الحادثة وصلت قوات التدخل السريع إلى المجمع واستطاعت طرد المسلحين والسيطرة على الموقع وإثر الهجوم أعلنت القوات الأمنية فرض حظر شامل للتجول في المدينة حتى إشعار آخر». وأشار إلى أن مجلس المحافظة «عقد اجتماعاً عاجلاً بحضور المحافظ وقائد عمليات الأنبار لمناقشة تداعيات الحادثة، فيما غاب قائد شرطة المدينة عن الاجتماع لوجوده في الفلوجة». وتابع أن «الأنبار تشهد وضعاً أمنياً مأسوياً بسبب تزايد نشاط تنظيم القاعدة الذي اصبح يمتلك زمام المبادرة»، وحذر من أن «المنظومة الأمنية مهددة بالانهيار بسبب تنامي التنظيمات المسلحة وعدم مقدرة قوات الأمن المنتشرة بالآلاف على ضبط الوضع». ولفت إلى «وجود مخطط إرهابي لإسقاط محافظة الأنبار، يبدأ بعمليات نوعية لإسقاط المؤسسات الحكومية والخدمية ومراكز الشرطة، بدأت باقتحام بلدات عانه وراوة منتصف الشهر الماضي واليوم (امس) ثم مهاجمة المبنى الحكومي في الفلوجة». وأشار إلى أن «المسلحين يمتلكون قدرات عسكرية هائلة وأسلحه ثقيلة وسيارات حديثة في حين تعاني قوات الأمن في الأنبار التي يناهز عددها 30 ألف عنصر من الضعف». وعزا النائب عن محافظة الأنبار وليد المحمدي أسباب الخروق الأمنية في المحافظة إلى «كثرة قادة العمليات»، وقال في بيان امس إن «الخروق الأمنية لم تكن موجودة عندما كانت هناك قيادة واحدة للعمليات متمثلة بعمليات الأنبار ولكن عندما تعددت القيادات، وأنشئت قيادة عمليات البادية والجزيرة، أصبحت الأمور أسوأ». وأضاف أن «هذا يدفعنا إلى وضع علامة استفهام كبيرة عن تواطؤ في هذه الخروق الحاصلة، خصوصاً أن قوات الشرطة المحلية تواجه الهجمات الانتحارية، ولكن من المفروض أن تشن قوات الجيش عمليات استباقية على حدود المدن، لحمايتها من الخارج لكن للأسف نقول إن الإرهابين اخترقوا الجيش». وطالب المحمدي الأجهزة الأمنية في المحافظة «بتفسير مقنع لزيادة قيادات العمليات والتردي الحاصل والفوضى الأمنية اللتين تكلفان الدولة الكثير من أمول الشعب العراقي من دون جدوى» وفي أعقاب الهجوم على الفلوجة أفاد مصدر أمني في بغداد، بأن قوات الأمن كثفت وجودها في محيط سجن أبو غريب. وقال إن «إعداداً كبيرة من عناصر الجيش والشرطة الاتحادية، أحاطت بسجن أبو غريب، لتلافي أي عملية اقتحام أو فرار للسجناء، بعد تدهور الوضع في الفلوجة ومحافظة الأنبار عموماً». وكان العراق تعرض مساء الأحد لموجة تفجيرات جديدة نفذ معظمها انتحاريون، وقتل فيها 49 شخصاً وأصيب العشرات ليرتفع إلى اكثر من 480 عدد الذين قتلوا منذ بداية تشرين الأول (أكتوبر). وهاجم ثمانية انتحاريين مبنى قائمقامية بلدة راوة في محافظة الأنبار غرب العراق ومركز الشرطة فيها صباحاً، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مسؤولين محليين وخمسة أشخاص آخرين بينهم ثلاثة من الشرطة. وفي هجوم آخر يوم الأحد، قتل ستة مدنيين وأصيب سبعة بسيارة مفخخة وعبوة ناسفة استهدفتا موكب قائد شرطة الركة، على بعد نحو 25 كلم جنوب سامراء (110 كلم شمال بغداد)، وفقاً لمصادر أمنية وطبية. كما قتل شخص في هجوم نفذه مسلحون مجهولون على الطريق الرئيس في منطقة المدائن (25 كلم جنوب بغداد) وأصيب ستة، جراء انفجار عبوة ناسفة على الطريق الرئيس في الغزالية غربي بغداد. ومساء، قتل 34 شخصاً وأصيب نحو 50 في بغداد، عندما انفجرت عبوة ناسفة مستهدفة رواد مقهى شعبي، قبل أن يفجر انتحاري نفسه وسط الحشود التي تجمعت في المكان. وقال ضابط برتبة عقيد إن «عبوة ناسفة استهدفت مساء الأحد رواد مقهى شعبي في حي العامل جنوبي بغداد، تلاها تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف الحشود التي تجمعت». وأكد مصدر طبي رسمي أن الهجوم أدى إلى مقتل 34 شخصاً على الأقل وإصابة نحو 52. ويقع المقهى في محاذاة مقر قوات خاصة تابعة لوزارة الداخلية، وأغلقت قوات الأمن الشارع المؤدي إلى المقهى، فيما تم نقل المصابين والجثث سريعاً إلى المستشفيات القريبة وتنظيف موقع الهجوم، قبل أن تبدأ المطاعم والمقاهي الأخرى في حي العامل بإغلاق أبوابها.