قال رئيس الوزراء المصري الدكتور حازم الببلاوي إن بلاده تأسف «لكثير من الممارسات التي تقوم بها قطر تجاهها»، مضيفاً: «نحن لا ننسى أن قطر إحدى الدول بالمجموعة العربية، ونحن متأكدون أنه تحصل خلافات بين الأسرة الواحدة لكن يربطهم الانتماء، ولكن نشعر أن الممارسات القطرية تجاهنا غير صديقة وليست منصفة وهي غير مقبولة»، كما نوّه بالدور السعودي في دعم بلاده خلال الفترة الحالية. وأكد الببلاوي رداً على سؤال ل «الحياة» في مؤتمر صحافي قبل مغادرته الرياض أمس، في اختتام زيارته الرسمية إلى المملكة، أن بلاده تقدمت بطلب تسليم متهمين مصريين يقيمون في قطر إلى القاهرة لمحاكمتهم، وأضاف: «طلبنا تسليم المتهمين، وهذا يطلب من أي دولة مهما كانت العلاقة معها، وأي أحد من أبناء مصر ارتكب أعمالاً لها مساس بالمجتمع المصري أو جرائم اقتصادية أو جنائية يحق للدولة أن تطلبه ليقدم للمحاكمة، وهو إجراء يستخدم مع أي دولة». وأوضح تعليقاً على توتّر العلاقات المصرية - القطرية: «لا ننسى أن قطر إحدى الدول العربية، ونحن متأكدون أنه تحصل خلافات بين الأسرة الواحدة لكن يربطهم الانتماء، ونحن حريصون على الروابط هذه، ولا نريد أن يحصل شيء نتأسف عليه لاحقاً، ومصر تشعر الآن أنه تحصل من قطر ممارسات غير صديقة، وفيها قدر كبير من عدم الإنصاف ونحن لا نقبل بها أبداً، ونرفض أن تقوم دولة شقيقة بذلك، ونريد أن يكون الحوار داخل الأسرة لأننا ننظر إلى المدى البعيد». وتابع: «في الفترة الحالية نأسف لكثير من الأعمال التي فيها ما لا يتفق مع الجوار والانتماء العربي، وأسلوب الخلاف الذي لم نعتد عليه، واللحظات ستمر، ويجب أن نعمل لأجيالنا، وأن نؤكد أن هناك مساساً مباشراً لا نستطيع أن نسكت عليه، ودوماً تكون هناك مسؤوليات على الأخ الأكبر، ولكن التساهل مع التجاوزات غير مقبول، ونأمل من الجميع بأن يحكّموا صوت العقل». ونوّه الببلاوي بدور المملكة في الوقوف إلى جانب مصر، وقال: «جئت إلى المملكة لأنقل تحيات القيادة والشعب المصري لخادم الحرمين وولي العهد والشعب السعودي، على ما قدمته المملكة تجاه مصر، وهو ليس جديداً، والذي كان له الأثر الكبير في دعم الاستقرار». وذكر أنه قدّم دعوة إلى خادم الحرمين وولي العهد لزيارة مصر، «أبلغت الأمير سلمان بن عبدالعزيز رغبة مصر في أن يزورها ويشرّفها خادم الحرمين وولي العهد، وزيارتي للرياض اليوم تأتي لاستكمال حلقات من الاتصال المستمر بين البلدين، وإطلاع القيادة في المملكة على مجريات الأمور والأوضاع في مصر». وشدد على أن بلاده أصبحت تشهد مزيداً من الاستقرار على المستويات كافة، وقال: «الأوضاع السياسية مستقرة لدينا، والأمن يزداد قوة وعزماً، ونؤكد أنه لم يضبط أي مواطن إلا بأمر من النيابة، ونحن اليوم نتقدم بخطى ثابتة (...) وعلى المستوى السياسي وضعنا أسساً بتوافق وطني كبير، وبالنسبة إلى الاقتصاد لدينا تقدم أفضل من السابق كثيراً». وأضاف: «لدينا خريطة طريق وحريصون على تطبيقها، وأعددنا الدستور الذي كان مظهراً من مظاهر التوافق السياسي، والدستور في نهاية الأمر هو مجرد وثيقة تطرح الشكل السياسي للدولة». وحول إن كان هناك تعديل وزاري مرتقب في حكومته، قال الببلاوي: «هناك منصبان شاغران في الحكومة حالياً، ومن المحتمل أن يشغر منصب ثالث وهو منصب وزير الدفاع (المشير عبدالفتاح السيسي) في حال ترشحه للرئاسة، وإذا وضحت الرؤية للمنصب الثالث فستكون هناك حاجة لشغل المناصب الثلاثة، وحتى الآن ليس لدي أي وضوح حول شغل هذه المناصب، وإن كان هناك من تعديل فسيكون محدوداً». وطمأن رئيس الوزراء المصري المستثمرين السعوديين في بلاده، وقال: «نحن مقبلون على مرحلة وصفحة اقتصادية جديدة، ونأمل قليلاً من الصبر، وتمنياتنا أن تتضاعف استثماراتكم». وزاد: «هناك ضرورة لإجراء إصلاحات اقتصادية لجذب المستثمرين، وأمام مصر فرص واعدة في المجال الاقتصادي، وهناك ضرورة لإجراء إصلاحات اقتصادية، ونعدكم بأن الفترة المقبلة ستشهد تحسناً في هذا الأمر»، لافتاً إلى أن «مصر لديها نقص في الموارد المالية المتاحة في الخليج، وستستفيد كثيراً منها إذا قامت بذلك». وكشف عن تقديم مشروع مصري للجانب السعودي، يتعلق «بتنفيذ مشروع نفق في شمال السويس سيربط مصر بقارة آسيا، ونحن منفتحون على مزيد من الحوار الاقتصادي بين البلدين».