حضّ الرئيس الايراني حسن روحاني وزارة الاستخبارات أمس، على محاربة «الفساد الاقتصادي» في البلاد. واعتبر أن بلاده تواجه «مؤامرات داخلية وخارجية»، مشدداً على أن في إيران «راية واحدة يحملها» المرشد علي خامنئي، ودعا الجميع الى «السير في ظلها». وخلال لقائه وزير الاستخبارات محمود علوي ومساعديه وكوادر الوزارة، قال روحاني: «الاعداء والذين يضمرون الشر، ينفقون بلايين الدولارات ويمضون آلاف الساعات، لتدبير مؤامرات ضد الحكومة الايرانية». وخاطب الوزير ومساعديه قائلاً: «عليكم ان ترصدوا هذه التحركات، أن ترصدوا مدى غضب الكيان الصهيوني من تحرّك إيران، واجتماعات يومية لمناهضين للدولة خارج البلاد، مع مسؤولي الكونغرس الاميركي وآخرين، لمنع الدولة من بلوغ اهدافها». ورأى ان إيران «تواجه مؤامرات داخلية وخارجية واسعة»، مضيفاً: «ما ان اتخذنا خطوة للتعامل مع العالم، من اجل خفض الضغوط الظالمة ضد الشعب الايراني، حتى بدأ العدو تحركاته للنيل من ذلك». واعتبر أن «حماية حقوق المواطنة جزء من مهمات وزارة الاستخبارات»، مضيفاً: «احترام الحقوق المدنية وحقوق القوميات والمذاهب والاقليات، ضرورة لا يمكن إنكارها». وأكد وجوب «حفظ سمعة المواطنين وأسرارهم وكرامتهم، وكسب ثقة الراي العام»، مشدداً على ضرورة «الاستفادة القصوى من قدرات كل الفرق والطوائف والاذواق، لإرساء الأمن» في البلاد. واشار روحاني الى «انتشار واسع للفساد الاقتصادي»، معتبراً أن «التصدي له يتطلب تخطيطاً شاملاً». واضاف أن «مكافحة الفساد الاقتصادي مهمة حيوية وطارئة للجميع، خصوصاً وزارة الاستخبارات». واختتم أن «في إيران ثمة راية واحدة وحاملها قائد الثورة (خامنئي)، وعلى الجميع ان يسيروا في ظل هذا اللواء»، مشدداً على أن «رفع راية أخرى في البلاد لا يتفق لا مع العقل ولا مع الشرع». يأتي كلام روحاني عن وجوب محاربة الفساد الاقتصادي، بعد يوم على إعلان وزير العدل مصطفى بورمحمدي اعتقال موظفين «فاسدين» في الهيئة الحكومية لمكافحة الفساد الاقتصادي والمالي، يُشتبه في قيامهم بعمليات تزوير. واضاف: «أكثر من 10 اشخاص من الهيئة، معظمهم مسؤولون ومستشارون، أوقفوا واستُجوبوا». على صعيد آخر، كشفت طهران امس عن قمرين اصطناعيين للاتصالات، خلال احتفال ب»اليوم الوطني لتكنولوجيا الفضاء». و»الخليج» قمر اصطناعي مخصص ل»الاتصالات الآمنة داخل الحدود وخارجها»، فيما أن قمر «تدبير» مخصص للمسح الجوي وقادر على التصوير بدقة تقريب تصل الى مئة متر. الوفد الفرنسي من جهة أخرى، وصل الى طهران وفد اقتصادي فرنسي ضخم يضم 107 أشخاص، اعتبرته وكالة الانباء الرسمية الايرانية (إرنا) «أضخم وفد اقتصادي وتجاري فرنسي واوروبي» يزور البلاد. والزيارة التي ستستمر حتى غد، نظمتها نقابة اصحاب العمل في فرنسا. واعلن محمد نهاونديان، رئيس مكتب روحاني، اثناء استقباله الوفد الفرنسي، «بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين إيران واوروبا». وشدد على أن «المشاركة في اقتصاد إيران، تُعتبر ميزة للشركات الاجنبية»، مضيفاً: «أي شركة تنتهز هذه الفرصة بسرعة أكبر، ستحظى بأولوية في إبرام اتفاقات» مع طهران. ولن يتم إبرام أي اتفاق خلال الزيارة وهدفها أساساً الاعداد لعودة الشركات الفرنسية الى إيران. ويشارك في الوفد ممثلو كبرى الشركات الفرنسية، مثل شركتَي صنع السيارات «بيجو» و»رينو» اللتين شكلتا ابرز الفاعلين في سوق السيارات الايرانية حتى العام الماضي، ومجموعة النفط الفرنسية العملاقة «توتال». وقال مهدي مير أبو طالبي، نائب رئيس مؤسسة الترويج التجاري الايرانية، إن الوفد يضم مديرين من قطاعات مثل صناعة السيارات والتعدين والطاقة والمياه والكهرباء والطيران والسكة الحديد والطرق والنقل البحري ومؤسسات مالية ومصارف والسياحة. ورجّح أن يكون الوفد الأضخم الذي يزور إيران من بلد أوروبي منذ الثورة عام 1979.