مؤشر النقد الحاد في ما مضى كان يتجه فور الحديث عن أي إخفاق هلالي إلى الإدارة وعليها يثبت مؤشره، فهي التي تباطأت في تسمية المدرب ثم اختارته على عجل، وهي التي اتجهت إلى الاستثمار في لاعبين مغمورين أو مصابين للتأهيل على حساب الكيان بدل أن يكونوا إضافة فنية ذات قيمة. هذا الأمر كان مزعجاً للإدارة التي كانت تتحين الفرص للخروج إعلامياً للتبرير، الحال تبدلت عندما أبدى سامي الجابر رغبته في تدريب الفريق، وهي وإن كانت مغامرة تدل على روح التحدي ولكنها محفوفة بالمخاطر ودون شهدها إبر المقربين قبل الخصوم، لكن الرئيس وجد فيها القشة التي ستنجيه من الغرق من بحر النقد الهائج من جمهور الهلال والإعلام، ففتح ذراعيه مستقبلاً وكأنه يقول: جابك الله، وتقلد سامي المنصب الخطر والكرسي غير الوثير، فكان ذلك إيذاناً بحرب خفية ومعلنة من إعلام يتصيد الزلة والخطأ إلى آخر يتهكم ويسخر حتى من لحظات الفرح العفوية، هذا من الخصوم أما الفارغون الذين اختاروا النادي لقضاء وقت ممتع وسط أضواء براقة، فوجدوا في ما سنّه من نظام تحدياً لم يعهدوه، فلم يكن أحد يجرؤ على أن يقول لهم: لا، فالنادي في ظنهم من بقايا ممتلكاتهم الشخصية، هؤلاء كانوا أكثر من كائد لسامي في شكل سافر، فيما كانت إدارة الهلال بمنأى عما يجري حتى افتضح أمر ما يدور خلف الكواليس، ما أخرج الرئيس عن صمته ليقول بصريح العبارة: إن من الهلاليين أنفسهم من يريد سقوط سامي، وهنا تتساءل الجماهير بحسرة: أليس مدرب النادي يفترض أن يكون متفقاً عليه من الجميع؟ وأين كانت تلك الشخصيات ودول يعبث وكمبواريه يتخبط؟ لمَ لم يُسمع لها صوت أو همس؟ وإن كانوا غير داعمين مالياً فما علاقتهم بالمشهد الهلالي؟ ولمَ لا تحمي الإدارة المدرب ممن يحفر أسفل قدميه وهي تعلمهم؟ ولمَ تغلّب المجاملة بين أبناء العمومة مصالحهم على مصلحة النادي؟ في نهائي الكأس ظل ابن الهلال سامي وحيداً إلا من بعض المخلصين، فيما تفرغ من «كانوا هلاليين» إلى المداخلات في القنوات وبقي صمت الكبار منهم لغزاً محيراً، فهل هم من قصد الرئيس أنهم يتمنون السقوط؟ في مقابل ذلك كان الهدوء يسود المعسكر الأصفر واستوعبت الإدارة دروس الماضي وأبعدت المتطفلين والمتسلقين، فيما يتوسط الرئيس الدكة مطمئناً الجميع «أن الأمور تمام»، حتى يتحقق المراد حدث هذا في الدوري وتكرر في الكأس وبغض النظر عن جدارة الحصول على اللقب التي تحققت بهدية وبلنتي، فإن الجدارة حصلت عندما وضعت الإدارة سياجاً حديدياً ضد الإعلام وعبث أعضاء الشرف الذين طالما تداخلت مصالحهم مع مصلحة النادي وأسقطته، فتم تحييدهم خارج الأسوار وهو ما لم تستوعبه إدارة الهلال حتى الآن. مؤلم أن يخسر سامي في أول معركة لكن الأشد إيلاماً أن تلقيه إدارة ناديه في اليم مكتوف اليدين وتقول له: إياك إياك أن تبتل بالماء.