النصر بمن حضر، وأصبح الحضور هم عشاق النصر.. «العالمي» أيقظ خلايا عشاقه النائمة فرفرف علمه في عُمان والكويت والإمارات والبحرين وقطر وفي السعودية... عاد إليه الماجديون من بين ظهرانيه والماجديون من الأندية الأخرى حتى باتوا يتراقصون ويطربون ويستمتعون ب»نصر ماجد». انطلق الفهد النصراوي من شمال الغابة إلى الأسد الهلالي الذي يزأر فيدب الرعب في خصومه، فالهلال سيد المواجهة والفهد سيد السرعة، التقى الاثنان فجُرح الغضنفر العجوز ومضى يخور في دمائه. النصر.. تاريخ عبقرية ماجد الذي استقى منه الفريق المتقد السمرة... تلك «السمرة» التي كانت تحلق في أعلى السماء وتعود لتخطف كرة من بين الرؤوس وتودعها في الشباك فتسطع بضوء الشمس... ليرتفع هدير المدرجات. النصر انطلق بروح الجبال الفيروزية... من بعد الربيع الذي مضى وترك الخريف ليكتسح كل شيء قبل الشتاء... النصر سيد وسيادي في الميدان.. ابتلع كل خسارات «السنين العجاف» بعد رحيل النسر ماجد، وشعشع الروح في خلاياه. النصر هو بطل الدوري إلى الآن، ولكي يحصده أراد أن يقول لجماهيره: أتوقف هنا لكأس ولي العهد الغالية التي أوقفتني موقتاً قبل الوصول إلى بطولة الدوري، وأردت أن نأخذها ونفرح بها معاً، ثم نواصل المضي نحو «ذهب جديد». خلطة النصر الذهبية وقناعته الخاصة كانت تتضمن التواضع للفن الكروي وعدم الالتفات إلى نشوة الفوز، فثمة مباراة مقبلة في كل مرة... وهذا ما فعله الأبطال. انعتق النصراويون من رهاب تاريخ ماجد وجيله، فاستلهموا منه روحاً وصنعوا فريقاً «ماجداً» في أعلى الفن والمتعة الكروية. جمهور النصر لا ينسى ماضيه الجميل، لكنه فخور بفريقه الحالي، وطموح لمستقبل يرى فيه كأس الدوري تتلألأ بين يدي رئيسه ولاعبيه، والأجمل أن تجد طفلاً نصراوياً لم يسبق له أن شاهد ماجداً في المستطيل الأخضر يتحدث في نشوة عن «السهم الملتهب» وبطرب عن تاريخه «المجيد». في 1409 هجريه أقيم نهائي بين النصر والهلال في عروس البحر الأحمر، وكانت تلك المباراة آخر عهد ماجد بالهلال، بعد ثلاثية كانت للهلال من «جلاد الحراس».. جروح بقيت في جدران الذاكرة! النصر جلد نفسه كثيراً، وظل مثقلاً بتاريخ الفن والذهب وجينات الصمود.. غيّر جلده وخلاياه وكل شيء.. جمال وأي جمال في أن تعود إلى نفسك وتمضي بنصر يهتف له النجوم. لكل نفس نصراوية مليون مبارك.. نصر أعاد إلينا طيف الرمز عبدالرحمن بن سعود، نصر حقق نظرية الفيلسوف نيتشه المؤمنة بقوة الإنسان «السوبرمان»... فالنصر نادي «سوبر». [email protected]