«النصر بمن حضر» كلمة خالدة في ذاكرة النصراويين ارتبطت بقائلها باني الأمجاد النصراوية الراحل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله حينها كان يدرك الراحل أن النصر يملك جيلا موهوبا بدأ رحلته من الدرجات السنية وصولا للفريق الأول حتى قاده لمنصات التتويج. هذا الجيل اكتملت فيه معادلة النصر من موهبة وبناء وانسجام وقبل ذلك إحساس بالمسؤولية وروح مرتفعة تلاشت مع الفريق الحالي المبني على رجيع الأندية وأنصاف اللاعبين من فرق الدرجة الأولى. جل من لعب للنصر البارحة الأولى هم ليسوا من أبناء النادي ولم يتدرجوا من الفئات السنية ولم يشعروا بقيمة نادي النصر وتاريخه. فلا يدرك قيمة النادي ويشعر بمسؤولية لعبه لفريق كبير سوى أبنائه الذين عاشوا بين ظهرانيه وشعروا بالراحة والأمان وأحسوا بقيمة هذا النادي العظيم الذي ولد على منصات التتويج لكن حاضره لا يشي بماضيه إطلاقا فقد تحول النصر لأطلال ناد ولم يعد له من اسمه نصيب. ويظل السؤال الذي يبحث كل نصراوي محب لهذا الكيان الكبير عن إجابة شافية له .. (من ذبح النصر من الوريد للوريد وحوله لناد يجتمع فيه بعض رجيع الأندية وأنصاف المواهب؟!). والأسئلة الأخرى كثيرة.. أهمها لماذا تحول النادي لمحطة لتأهيل اللاعبين الأجانب ليخرجوا من النادي وهم في لياقة كاملة ليلتحقوا بأندية أخرى ويبقى النصر مجرد محطة تأهيل؟! النصراويون لن يقفوا كثيرا أمام هزيمتهم المؤلمة أمام شقيقهم نادي الهلال مساء الاثنين بعد أن تحول الفوز لعادة سنوية كررها الهلال للمرة الخامسة ليلامس الأزرق ذهب ولي العهد من بوابة النصر؟! ولن تخدعهم المسكنات التي تطلقها إدارة النصر بين الفينة والأخرى واعدة بالإصلاح والبناء المزعوم، بل يبحثون عن السبب ويريدون الإصلاح. مشكلة النصر الحقيقية التي يدركها كل عاقل بدأت منذ عام 1415ه عندما حقق النادي آخر بطولة للدوري ومعها بدأ الجيل الذهبي للنصر ممثلا بماجد عبدالله ومحيسن الجمعان وفهد الهريفي بإعلان الرحيل على التوالي وكان آخر ثمار هذا الجيل الذهبي وصول النصر للعالمية بداية الألفية الجديدة كآخر إنجاز حقيقي للعالمي كما وصفه أنصاره. رجيع الأندية عجز النصر عن تصدير لاعب واحد على الأقل من الفئات السنية للنادي واعتمد على رجيع الأندية وأنصاف اللاعبين دون أن يعوا أن كنز النادي وثروته الذهبية بقاعدته خصوصا أن النادي لم يستطع في الغالب أن يقارع الهلال والاتحاد والشباب بصفقات الخمس نجوم مرة بسبب المبالغة المادية والأخرى بسبب سوء التفاوض الإداري النصراوي. ومع وصول الأمير فيصل بن تركي بن ناصر لإدارة النصر تفاءلت جماهير العالمي كثيرا بعودة فارسهم لمنصات التتويج وبالفعل بدأت هناك نتائج ملموسة وضحت من الفئات السنية عندما حقق شباب النادي لمرتين متتاليتين كأس الاتحاد السعودي على حساب الأهلي وبعدها حقق ناشئوه في العام الماضي بطولة الدوري وحينها فرح الجميع بعودة الفئات السنية للنادي لكن محاولات قتل عودة النصر بدأت بتضييق الخناق على بعض الأعضاء الداعمين ومنهم الدكتور أيمن باحاذق وغيره ممن ساهموا في محاولة إعادة النصر لطريق البطولات من خلال القاعدة. الفئات السنية فالنصر من أفضل الأندية امتلاكا للملاعب والبنى التحتية للفئات السنية مما ساعد في الاهتمام بالبراعم والناشئين والشباب، لكن هناك خطوات كانت ستقفز بالقاعدة السنية للأمام من أهمها الشراكة بين الفئات السنية لنادي النصر ونظيرتها في نادي برشلونة بعد أن وافق الأسطورة يوهان كرويف على هذه الشراكة التي تؤهل احتكاك مواهب النصر بمواهب برشلونة وتساعد على تأهيل إداريي النصر مع إداريي برشلونة في مرحلة ستشكل نقلة نوعية ليس لمستقبل النصر وحده بل لمستقبل الكرة السعودية كلها التي تعاني منذ غياب شمس العالمي عن البطولات الذي كان ركنا رئيسا ومهما في كل إنجازات الأخضر، فمن المسؤول عن توقف هذه الشراكة وهي التي لا تتطلب سوى مبلغ لا يتجاوز عشرة ملايين ريال سنويا على أكثر تقدير؟! ومن عوض النصر عن خسارة سبعة ملايين ريال إضافية كل سيتلقاها من شركة الاتصالات السعودية على غرار نادي الأهلي في حال استخراجه لترخيص أكاديمية نادي النصر التي لم يتبق لها سوى الترخيص للعمل الحقيقي على استخراج المواهب؟! والسؤال الأهم من ساهم في إبعاد بعض أعضاء الشرف المهتمين بدعم النادي كسليم عجينة وسامي الطويل وعمران العمران وغيرهم؟!. دائرة الأسئلة والاستفهامات تتسع حول طبيعة العمل الإداري في النصر الذي بدأ يتملس طريق الإصلاح وتلافي الاخطأ لكن الشق أكبر من الرقعة وعلى إدارة النادي أن تعي أن مستقبل النادي ليس برجيع الأندية المنزوعي الروح؟! بل إن الحيرة تزداد عندما تعرف أن إدارة الأمير فيصل بن تركي صرفت مائتي مليون ريال خلال عامين لتكون النتجية فريقا متهالكا غير قادر على مجاراة الفرق الكبيرة . عناصر سلبية الكل يعرف أن داخل إدارة النادي وخارجها عناصر تؤثر على النادي بتصرفاتها السلبية، وإلا فمن أبعد الأرجنتيني باوزا عن النصر ومثله ديسلفا وزينجا؟!، ومن ورط النصر بعقود ضخمة مع لاعبين أجانب كانت مقالب شربها النصر بل ودفع من أجل التخلص منها شروطا جزائية مازال يئن تحت وطأة سدادها. وينتاب المشجع النصراوي الدهشة عندما يعلم أن الإدارة التي تكبدت ملايين الدولارات في جلب لاعبين أجانب لا يليقون بالنادي وتاريخه، تبخل عن تقديم عروض مقنعة ومجزية ومحفزة للاعبيه الشباب والأولمبيين الذين وقعوا على عقودهم ببخس دراهم معدودة لمدة مما أصابهم بالإحباط.