ينتظر الجمهور السعودي وخصوصاً جماهير ناديي الهلال والنصر مباراة الدربي، وهي في عرف سلم دوري جميل لا تعني أكثر من ثلاث نقاط، لكنها في عرف التاريخ بين الشمس والزعيم معركة شرف إعلامية، فكل إدارة تتشبث بالفوز بعيداً من واقع الفريق، لا لشيء سوى إثبات أمور لأنفسهم، وكلاهما يؤملان بأن لو كان الحظ كريماً معهم. الواقع الذي يعاني منه الفريقان على حد سواء منذ أعوام طويلة هو غياب النجم المؤثر الذي تعول الجماهير على موهبته في حسم نتيجة اللقاء، كان هناك الثنيان والجابر والتيماوي في الهلال، وماجد والهريفي في النصر، لكن الآن انعدم مفهوم النجم الذي يصنع الفرح في أحلك الظروف ويكون بمثابة المنقذ المخلص لرتم الدربي بقطف فرصة ربما تأتي بفرص أخرى. وعلى رغم الحقيقة المرة التي يعيشها الفريقان من انعدام النجوم إلا أن بعض الجماهير حاولوا تصديق الواقع الذي خذلها بعدم وجود النجم ال«سوبرمان» لتتغنى مدرجات الزعيم بالقناص ياسر والشلهوب، وفي المقابل فعلت مدرجات الشمس الأمر ذاته مع لاعبها السهلاوي كما كانت تفعل مع لاعب عادي جداً هو سعد الحارثي! الغريب قبل اشتداد حمي وطيس معركة الدربي هو استعدادات إدارة نادي النصر للمباراة، إذ صرفت خمسة رواتب متأخرة للاعبي الفريق! وهو حق مستحق لكن توقيته يقول إن النادي يضبط بوصلته على الأجندة الهلالية مع وعود شرفية بمكآفات وسيارات لو فاز الفريق في مباراة لن تكون محصلتها سوى ثلاث نقاط وهي المحصلة ذاتها لو كان الفريق يواجه نادي العروبة! إدارة النصر تهرب إلى الأمام وتخدر اللاعبين بصرف مستحقات ووعود لأجل تحقيق الفوز الذي سيخدر في المقابل المدرج الهادر الذي يتحاشى الصدمة. لا شك في أن النصر أضفى بحضوره نكهة على دائرة التنافس في الدوري، لكن أنفاسه تبدو قصيرة لكونه يعاني من خلل عميق في خطي الوسط والهجوم، ما يجعل صدارته الموقتة حلماً جميلاً بدوري جميل لا يود مسيروه الإفاقة منه إلا بتحقيق حلم أبعد وهو خلق روح الأمل لدى الجماهير بالفوز بالدوري والتعامي عن بعض الحقائق! في المقابل واقع الهلال غامض ومر ويحتاج إلى وضوح ستتكفل به الأيام، والتحدي للهلال هو العودة إلى الفوز بمسابقته المفضلة وهي الدوري، وإبعاد النصر من صدارته وإلحاق الخسارة به بقيادة الكوتش سامي الذي يعاني ضغطاً إعلامياً وذاتياً وجماهيرياً رهيباً مع وجود معضلة حقيقية في الزعيم تتمثل في خط الدفاع الذي لا يتناغم والخطوط الأخرى بالفريق، مع انقسام شرفي كبير حول تجربة تدريب الجابر للفريق، وإن لم تقل ذلك أقلام الزعيم، ومن أبرز ملامحها استقالة نائب رئيس النادي الذي كان له بصمة واضحة في نجاحات واستقرار الفريق فضلاً على الثقة الكبيرة التي يحظى بها بين اللاعبين. باختصار نحن أمام مباراة عادية في ظروف غير عادية، فكل فريق يتحرق لأجل تحقيق «مكسب» يصالح به جماهيره و«فوز» يرمى بالفريق إلى الأمام و«انتصار يتزود به ليتخفف من سياط النقد... مع أن «الدربي» كما قلت لا نجوم فيه! [email protected]