التنافس القوي بين فريقي النصر والهلال أصبح منبراً جديداً للشعراء، لكنه ليس أي منبر ثقافي، بل جمع شعراء مغمورين بزملائهم الذين يتربعون في قمة الساحة الشعبية. الجماهيرية التي حققها الشاعر عيضة السفياني الذي يعرف ب«شاعر الزعيم» وزميله سلطان الأسيمر الذي أُطلق عليه «شاعر العالمي»، دفعت شعراء كثر إلى كتابة أبيات المديح والهجاء في ناديي النصر والهلال، أملاً في الوصول إلى عدد كبير من المتابعين، أسوة بالسفياني والأسيمر اللذين تميزا بإعلان ميولهما الرياضي إبان مشاركتهما في برنامج «شاعر المليون» قبل أعوام عدة. يقول الشاعر عيضة السفياني: «تشرفت بأنني أول شاعر يعلن ميوله الرياضي في النسخة الثانية من «شاعر المليون» قبل أعوام عدة، وبعدها أعلن الشعراء انتماءاتهم الرياضية»، مشيراً إلى أن الرياضة والشعر مرتبطان معاً فمن حق الشاعر أن يكون رياضياً، ومن حق الرياضي أن يكون شاعراً. ويؤكد سلطان الأسيمر أنه «منذ طفولتي وأنا أشجع الكيان النصراوي، وأفتخر بقصائدي فيه، لأن النجاح الحقيقي يكمن في وصول قصائدك إلى ملايين المحبين في الخليج، وهذا ما حدث معي»، لافتاً إلى أنه يفتخر بلقب «شاعر العالمي»، الذي أطلقه عليه عشاق النصر. وارتباط عيضة وسلطان بالنصر والهلال جعل عدداً كبيراً من جماهير الفريقين يتفاعلون معهما بعد كل مباراة في الدوري، وهو ما جعل رئيس نادي النصر فيصل بن تركي يشيد بأبياتٍ كتبها سلطان عن النصر ورئيسه، بينما ربط آخرون أمسية عيضة الأخيرة في مدينة الجوف بتحفيز نادي العروبة للفوز على النصر. وانتهج شعراء مغمورون أسلوباً مخالفاً لما ظهر به السفياني والأسيمر، من خلال هجاء الأندية الأخرى بعد مباريات فرقهم، وكذلك كتابة أبيات تتضمن ألفاظاً بذيئة، حتى إن هناك شعراء لا يعرفهم أحد من دولة الكويت أصبحوا يكتبون شعراً هزيلاً عن ناديي النصر والهلال بحثاً عن الجمهور السعودي. وأرجع عدد من المهتمين بالشعر اهتمام أصحاب الحرف بالرياضة، إلى أسباب عدة، كتوقف المجلات وكثرة تواصل الشاعر مع جمهوره من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك رداءة المحتوى الذي تقدمه القنوات الشعبية. المنافسة الشرسة بين المتصدر وملاحقه تحولت إلى مرتع للمستشعرين الذين ليس لديهم حضور مشرف في الساحة الشعبية، إلا قصيدة أو قصيدتين، ولم يعلنوا انتماءهم للرياضة إلا في الوقت الذي زادت فيه جماهيرية الفريقين في الموسم الحالي.