شنت القوات الحكومية العراقية، أمس، عملية عسكرية وصفت بأنها «محدودة» حول محيط مدينة الفلوجة الخاضعة إلى سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام», وفرضت حظراً للتجوال في مدينتي الرمادي وهيت تمهيداً لتطهيرهما من المسلحين. وقال مصدر أمني رفيع في محافظة الأنبار في اتصال مع «الحياة» أمس إن «وحدات عسكرية تابعة للفرقتين الأولى والسابعة في الجيش، بمساندة المروحيات، نفذت هجوماً على مناطق الكرمة والحلابسة والفلاحات شمال شرقي الفلوجة بهدف استعادة حواجز تفتيش تابعة للجيش في محيط الفلوجة كانت خسرتها القوات الأمنية خلال اليومين الماضيين». وأكد أن «العملية تهدف أيضاً إلى تأمين الطريق السريع الذي تمر منه تعزيزات الجيش إلى الرمادي». وأشار إلى أن «تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى أطراف المدينة (أي الفلوجة) من دون أن تتعرض لإطلاق نار، على عكس اليومين الماضيين، حيث كانت الأرتال العسكرية تتعرض لإطلاق نار من مسافات بعيدة». وذكر مصدر آخر من داخل الفلوجة أن المدينة تعرضت أمس «إلى قصف مدفعي شديد من قبل قوات الجيش، استهدف أحياء الضباط والجمهورية ومنطقة مقبرة الشهداء». وأعلنت وزارة الدفاع، في بيان مقتضب أمس، أن «طيران الجيش بالتعاون مع المدفعية قتل خمسة عشر إرهابياً ودمّر ثلاث سيارات في الحي الصناعي في مدينة الفلوجة». وشهدت الفلوجة منذ فجر أمس انقطاع الاتصالات الهاتفية وشبكة الإنترنت كجزء من الإجراءات التمهيدية للعملية العسكرية التي جرت في أطراف المدينة. واعتبر النائب عن الأنبار خالد العلواني في بيان، هذه الخطوة لقوات الجيش ضد الفلوجة ب «التصعيدية»، قائلاً إنها «لا تحل الأزمة». وأضاف: «مضى أكثر من شهر على العمليات العسكرية ضد مدينة الفلوجة وبقية مدن الأنبار ولم نر أي حل حقيقي للأزمة، بل بالعكس، زادت الحكومة الأمر سوءاً عندما زجّت الجيش بهذا الأمر». وفي الرمادي، أعلنت «قيادة عمليات الأنبار» في بيان أمس، أن «القوات المسلحة تقوم مع أبناء العشائر والشرطة الوطنية بتطهير آخر معقل لتنظيمات داعش («الدولة الإسلامية») الإرهابية في المدينة بمنطقة الملعب». وأشارت إلى أنها فرضت أمس حظراً للتجوال على مدينتي هيت والرمادي «استعداداً لإطلاق عملية أمنية واسعة لتطهير مناطق جنوب الرمادي من عناصر داعش الإرهابية». إلى ذلك، كشف الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في محافظة المثنى، عن عثور القوات الأمنية على «معامل لتصنيع الأسلحة الكيماوية وغاز السارين تابعة للمجاميع الإرهابية». ولم يفصح عن مكان ووقت ضبط هذه المعامل، لكنه زاد أن «هذه المعامل قليلة وتخضع حالياً لسيطرة القوات الأمنية».